الفقر والبطالة عاملان يدفعان الشباب الي ان يخاطروا بارواحهم من اجل السفر الي الدول الاوروبية بعدما ضاق بهم الحال في بلادهم املا في البحث عن كنز علي بابا في بلاد الغربة في ظل مشاهد قريبة منهم تقول ان من يحالفه التوفيق يودع الفقر الي الابد من خلال الهجرة غير الشرعية وفي المقابل مشاهد عديدة حملت الاحزان والآهات لذويهم بعد ان ابتلع البحر المئات من هؤلاء الشباب لكن يظل الامل والطمع يملآن عيون غيرهم.
فالاحصاءات الامنية تقول ان زيادة اعداد الشباب المهاجر من مصر بعد الثورة بسبب انخفاض حالة الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية وانخفاض مستوي المعيشة فبلغت اعداد المصريين المرحلين من دولة ايطاليا الي مصر عام 2011 نحو 1123شابا ومن اليونان 201 . وبلغ عدد الحالات التي تم احباط سفرهم بطريقة غير شرعية 44 عملية تضم 1283 شابا .
وقد كشفت مؤخرا مباحث الأموال العامة عن وكر لعصابات التسفير والهجرة غير الشرعية لدول الاتحاد الأوروبي بالإسكندرية .. الوكر يديره شقيقان أحدهما مهندس والثاني صاحب سايبر احتالا علي عدد كبير من راغبي السفر لايطاليا واستوليا منهم علي مليون ونصف المليون جنيه.. فقد تقدم 10 أشخاص ببلاغات بتعرضهم لواقعة نصب دفع فيها كل واحد منهم 70 ألف جنيه مقابل تسفيره لإيطاليا ولم يتم السفر.. وأكد الضحايا أن أحد سماسرة مافيا عصابات التسفير صحبهم حيث قابلهم شقيقان واتفقا معهم علي تسفيرهم لايطاليا مقابل 120 ألف جنيه لكل واحد يتم دفع 70 منها مقدما و50 عند السفر.. إضافة إلي توقيع الضحايا علي شيكات وإيصالات أمانة علي بياض ضمانات للعصابة حتي لا يتم إبلاغ الشرطة عنهم وتم التأكد من صحة البلاغات وضبط المتهمين وبحوزتهما 83 ألف جنيه و17 ألف ريال وإيصالات أمانة بنصف مليون جنيه لضحايا آخرين تم النصب عليهم منذ فترة.. وبلغ ما أمكن حصره من عدد الضحايا كما ورد في اعترافات المتهمين 60 ضحية دفعوا أكثر من مليون ونصف المليون جنيه.. وتبين أن المتهمين عرضا علي آخر ضحاياهما السفر عن طريق البحر في سفن للصيد لصعوبة الحصول علي تأشيرات دخول لهم فرفضوا واختفي المتهمان ثم ماطلا في رد أموال ضحاياهما..
لم تتوقف حيل سماسرة الهجرة غير الشرعية للحظة واحدة حتي بعد الثورة وتختلف للافلات من يد العدالة فهم يغيرون دائما خططهم في كل عملية سفر.. فمكان التجمع مرة في مزرعة واخري في منزل او شقة مفروشة اما وسيلة الانتقال فتكون مابين ميكروباص او نقل مغطاة بأقفاص من الفاكهة او مشمع خاصة ان الهجرة ممتدة بطول ساحل البحر المتوسط من منطقة بوغاز برشيد الي مناطق الحلواني والديباني والمعدية بادكو .. اما الزمان المناسب للسفر فيكون وقت صلاة الجمعة او بعد الفجر والانتظار بعرض البحر وبعد ركوب القارب المطاطي المنتظر امام الشاطئ لنقل المهاجرين الي المركب الكبيرة التي تقلهم الي بلاد الاحلام وغالبا ما يكون طاقمها من الصيادين من برج مغيزل او رشيد او ادكو او المعدية.
ومن اشهر القري التي تشهد اكبر نسب الهجرة غير الشرعية في مصر قرية تطون بمحافظة الفيوم والتي بلغ نسبة الهجرة فيها اكثر من 60 ٪ من شبابها لدرجة ان احد الشوارع في ايطاليا مسمي تطون وهو الشارع الذي يسكن فيه معظم ابناء القرية تليها قري كفر مجاهد والعيون ورمسيس وزبيدة البارود وبرج رشيد وكوم زمران وزمران النخل بمحافظة البحيرة.
وفي محافظة الدقهلية اشهر القري فيها هي ميت باجي مركز ميت غمر وقرية ميت الكرما بمركز طلخا وقرية نوسا الغيط مركز اجا.
اما قري محافظة الشرقية فأشهرها الزقازيق ومنيا القمح وبلبيس ..وقرية ميت خلف بالغربية .. وكفر الجمال بالقليوبية و قرية زنارة بالمنوفية.
يقول سعيد شبانة، واحد من كبار صيادي الإسكندرية، ان تواجد عصابات متخصصة لاصطياد الشباب الراغب في الهجرة إلي الخارج وخاصة إيطاليا،مقابل مبالغ قد تصل الي 30 الفا او 40 للفرد الواحد.. وتابع ان معظم حوادث الغرق يكون سببها طمع متعهدي الهجرة غير الشرعية الذين يقومون بتحميل المراكب الصغيرة فوق طاقتها حتي لو وصل الي 100 فرد مقابل المزيد من المال.
موضحا ان عصابات الهجرة غير الشرعية تقوم غالبا بتحميل الشباب علي مراكب صغيرة حتي لاينكشف امرهم بسهولة، ومن ثم يتم نقلهم الي مراكب اكبر في عرض البحر او يتم استكمال الرحلة في هذه الظروف القاسية، حتي يقتربوا من المياه الاقليمية للدول المنشودة وقد يقوم الشباب بالسباحة الي الشاطئ وسط مستقبل مجهول..ويروي شبانة ان عمليات الهجرة غير الشرعية منتشرة، ولكن لايتم كشفها غالبا الا في حالات الحوادث والغرق،حيث تستمر رحلات تهجير الشباب طوال العام ماعدا شهري يناير وفبراير غالبا بسبب ارتفاع أمواج البحر.
أعدته للنشر / داليا عمر