تمثل جودة الأسماك أهمية للمستهلك من الناحيتين الغذائية والصحية وتحقيق جودة الأسماك تقوم على تضافر جهود حلقة متصلة ومشتركة من الصياد وناقل الأسماك وبائع الأسماك والمستهلك بالإضافة إلى الجهات المعنية، والرابط بين كل ما سبق هو ثقافة الاستهلاك التي يمكن نشرها عن طريق برامج الإرشاد السمكي والتوعية مما يساهم في وجود وعي للمستهلك والحرص على شراء منتج صحي ذي جودة عالية وهنا سوف نتحدث عن جودة الأسماك وكيفية المحافظة عليها وثقافة المستهلك والتفاصيل في السطور القادمة

 

تعريف جوده الأسماك

لا يوجد تعريف واضح لجودة الأسماك وإنما هو مزيج بين رغبات المشتري والبائع فقد ينظر لجودة الأسماك من حيث رائحتها أو فترة صلاحياتها أو مظهرها أو من حيث طريقة تعبئتها وكذلك سعر تلك الأسماك، إلا أن العامل المشترك في كل هذا هو الحصول على اسماك تكون صالحة للمستهلك وتشبع رغباته.

أهمية المحافظة

تعتبر الأسماك من الأغذية سريعة الفساد وذلك بسبب التفاعلات الحيوية والكيميائية والفيزيائية التي تحدث بعد موت السمكة ولذا فإن الحفاظ على جودتها يثبط العوامل التي تساعد على فسادها. لذا فإنه عندما نحافظ على جودة الأسماك سوف نحصل على أفضل منتج والذي سيؤدي بالتالي إلى التقليل من الأسماك التي سيتم رفضها من قبل المستهلك لتدني جودتها.


كيفية المحافظة

المحافظة على جودة الأسماك تبدأ من لحظة الصيد مرورا بالنقل والتسويق إلى أن تصل إلى مائدة المستهلك، حيث انه عند قيام الصياد باتباع الطرق المثلى في الحفاظ على جودة الأسماك من خلال الاهتمام بنظافة القارب قبل الصيد وبعدا الانتهاء من رحلة الصيد واستخدام صندوق حفظ الأسماك في القارب واستخدام الثلج لخفض درجة حرارة الأسماك لتثبيط العوامل الحيوية والكيميائية والفيزيائية التي تؤدي إلى سرعة فساد الأسماك لأن استخدام الثلج خلال رحلة الصيد يؤدي للحصول على اسماك عالية الجودة وإطالة فترة صلاحيتها، وبعد أن يتم نقل الأسماك إلى الأسواق من خلال سيارات نقل الأسماك التي يجب تجهيزها بصندوق عازل للحرارة وببراد آلي يتم من خلاله التحكم في درجة الحرارة داخل الصندوق مع التخزين الجيد والمنظم للأسماك داخل السيارة واستخدام الثلج الذي يساعد في الحفاظ على جودة الأسماك كل ذلك سيؤدي إلى وصول تلك الأسماك إلى الأسواق بنفس طزاجتها التي كانت عليها خلال لحظة الصيد،

 

وبعد وصول الأسماك إلى الأسواق فإن مسؤولية الحفاظ على جودة الأسماك تنتقل إلى بائعي الأسماك بالأسواق حيث إن عرضها بطريقة صحيحة داخل السوق واستخدام الكمية الكافية من الثلج خلال العرض يحافظ على جودة الأسماك المعروضة مما يؤدي في النهاية إلى حصول المستهلك على أسماك ذات جودة عالية ويجب التأكيد هنا أن الأسماك ذات الجودة العالية التي نحصل عليها من بداية الصيد إلى أن تصل إلى المستهلك تعود بعائد أوفر للصياد وناقلي الأسماك والبائعين في نفس الوقت وحصول المستهلك على اسماك سليمة وذات جودة عالية.


ثقافة المستهلك

إن ما تقوم به وزارة الزراعة والثروة السمكية من جهود للحفاظ على جودة الأسماك في كافة حلقاتها من بداية صيدها إلى أن تصل إلى يد المستهلك بجودة عالية لهو دليل على أهمية المحافظة على جودتها، وكما أن الوزارة تحرص على سن القوانين والتشريعات التي تساعد على رفع جودة الأسماك من خلال الصياد وما يتوجب عليه القيام به أثناء رحلة الصيد من خلال استخدام الثلج وصناديق حفظ الأسماك في القارب والاهتمام بنظافة القارب الذي يستخدمه أو من خلال توفير كافة التسهيلات في كثير من مناطق الإنزال لكي يتم إنزال الأسماك من القارب إلى البر وحمايتها من التلوث الذي يؤثر عليها وبالتالي يؤثر على المستهلك، كما أن الوزارة لم تقف عند إنزال الأسماك على الساحل أو مناطق الإنزال وإنما أخذت الاحتياطات اللازمة التي يجب أن يتم خلالها نقل الأسماك إلى كافة مناطق السلطنة عبر سيارات نقل الأسماك للحفاظ على جودة الأسماك التي قد تتأثر بالحرارة والمسافات الطويلة التي قد تقطعها تلك السيارات لإيصال الأسماك إلى الأسواق .

المحلية والأسواق المجاورة للسلطنة، ولكن على الرغم من الجهود التي تبذل في سبيل المحافظة على جودة الأسماك إلا أنها تهدر من قبل المستهلك حيث إننا نرى وللأسف الشديد تشجيع الصياد وبائعي الأسماك وناقليها على عدم الالتزام بالقوانين واللوائح التي تفرضها الوزارة بسبب إقبالهم على شراء الأسماك التي يتم عرضها خارج الأسواق المخصصة لبيع الأسماك والتي يتم جلبها من قبل الصيادين أو ناقلي الأسماك ظنا منهم أنها ذات جودة عالية دون مراعاة إذا كانت قد تم حفظها في الثلج أم لا كما أنهم يشترون تلك الأسماك وهي معروضة على الأرض في الرمال وتحت أشعة الشمس ويتهافتون على شراء الأسماك من سيارات نقل الأسماك التي لا تلتزم بأي معيار من المعايير التي يجب الالتزام بها للحفاظ على جودة الأسماك من نظافة لتلك السيارات والبرادات واستخدام الثلج النظيف في تبريد الأسماك خلال عملية النقل، وكأن لسان حال المستهلك يقول من أين لنا أن نحصل على الأسماك إذا لم نشتريها بالحالة التي نجدها عليها سواء كانت جودتها عالية أم متدنية !! علما أن هذه الأسماك نفسها يمكن أن يتم بيعها بجودة عالية عن طريق استخدام الثلج وبيعها في الأماكن المخصصة لها، كما أننا نسمع نفس المستهلك يقول لماذا لا يتم الاهتمام من قبل وزارة الثروة السمكية بجودة الأسماك التي يتم تسويقها محليا، فمن المسؤول يا ترى هل الوزارة التي تبذل الجهود وتسن التشريعات واللوائح للحفاظ على جودة الأسماك أم المستهلك الذي من مصلحته أن يقف مع الوزارة في هذا المجال وهذا المستهلك يعتبر حلقة أساسية في الحفاظ على جودة الأسماك فلو أصر على شراء الأسماك التي يتم بيعها في الأماكن المخصصة لها بعد أن يتم صيدها ونقلها بالطرق الواجب اتباعها للحفاظ على جودتها لوجدنا الصياد وبائع الأسماك وناقلها يبذل الجهود للحفاظ على جودة الأسماك التي تعرض للبيع سواء تلك التي تسوق محليا أو المراد تصديرها، عليه لكي لا نحمل جهة معينة المسؤولية ونلقي باللوم عليها يجب أن نتكاتف جميعا وأن تكون لدينا ثقافة المستهلك للحصول على اسماك ذات جودة عالية.

أعدته للنشر / داليا عمر

المصدر: موقع مصراوى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 973 مشاهدة
نشرت فى 30 إبريل 2012 بواسطة PRelations

الإدارة العامة للعلاقات العامة إحدى الإدارات العامة التابعة للمدير التنفيذى لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

PRelations
تحت إشراف مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة (دكتوره/ أمانى إسماعيل) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

593,979