استنكرت وسائل الإعلام السودانية ما أسمته بإهدار الفرص الاستثمارية في السودان، حيث جاء ذلك تعقيبا على ما قام به الدكتور فيصل حسن وزير الثروة الحيوانية والسمكية السودانية من تدمير للبرنامج العربي للاستزراع السمكي في المياه العذبة الذي يتم تنفيذه بتمويل من المنظمة العربية للتنمية الزراعية منذ عام 2009 من مال الدول العربية لإنتاج الملايين من اصبعيات الأسماك .
وجاء هذا التصرف قبل شهور فقط من بدء عمليات تكثيف الإنتاج وإنفاق أكثر من مليون دولار عليه إلا أن المنظمة فوجئت قبل أيام وبشكل غير لائق بحضور أفراد من أمن المنشآت بوزارة الثروة الحيوانية والسمكية بالسودان إلى موقع المشروع وطلبوا من جميع الخبراء بمن فيهم الخبراء العرب مغادرة الموقع في الحال وبأسلوب غير لائق كما تم الطلب من المقاول المنفذ لعمليات بناء وتأهيل الأحواض والجسور لإخلاء الموقع والترحيل الفوري للمعدات والآليات البالغ عددها 20 آلة منها 3 حفارات و3 بلدوزرات و6 قلابات وعربة مياه ونحو 26 من القوى العاملة منهم مهندس أشراف ومهندس منفذ و 3 مشرفين فنيين و آخرين.
وقد نشر 10 من الخبراء والمهندسين السودانيين العاملين في المنظمة العربية للتنمية الزراعية بيانا هاما للشعب السوداني في صحيفة "الصحافة" السودانية اليومية شرحوا فيه بالتفصيل الخطوات الهامة التي تحققت في المشروع وان هناك اتفاقا مبرما بين وزارة الزراعة السودانية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية في يناير 2010 بشأن هذا المشروع الذي تنفق عليه المنظمة بالكامل واستنكروا قرار وزير الثروة الحيوانية والسمكية بالسودان الذي اعتبروه غير متوقع ودون سابق إنذار ودون إتباع الطرق الدبلوماسية وضربا لجهود المنظمة التي بذلت مجهودا كبيرا في السودان وبصورة غير مسبوقة.
من جهة أخرى استنكرت وسائل الإعلام السودانية ما حدث وقال الكاتب الصحفي طه النعمان في مقاله في صحيفة "آخر لحظة" السودانية في عددها الصادر اليوم الأحد 5 فبراير: "إن ما حدث هو إهدار الفرص الاستثمارية"، واستنكر تصرفات الدكتور فيصل حسن وزير الثروة الحيوانية والسمكية السوداني وكتب عنوانا يقول: "تصوروا وزيرا يقرر إنابة عن كل السودانيين حاكمين ومحكومين إلغاء اتفاقية مع منظمة عربية على التليفون أو بجرة قلم".
وطالبت صحيفة "الصحافة" السودانية في عددها الصادر اليوم الأحد 5 فبراير بإجراء تحقيق فوري، وقال الكاتب الصحفي محمد كامل في مقاله: "إن المطلوب هو إجراء تحقيق فوري بشأن ما حدث مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية وتساءلت صحيفة الصحافة حول حقيقة تسليم الأرض إلى جهة قادمة من قارة بعيدة".
وتساءل إعلاميون سودانيون هل يباع العربي لصالح القادمين من قارة بعيدة وهل يتحول السودان الى مصيدة المال العربي بدلا من سلة غذاء العالم العربي.
