<!--<!--<!--يعتبر تغير المناخ واحدا من التهديدات الرئيسية للموارد العالمية للتنوع البيولوجي، حيث يؤدى ارتفاع كل من درجة الحرارة ومستوى ثانى أكسيد الكربون إلى تغير التنوع البيولوجى للطحالب البحرية، ولقد اثبتت التجارب المعملية ان الطحالب تنمو بشكل اسرع فى تركيزات عالية من ثانى أكسيد الكربون وأظهرت النتائج كما كان يتوقع الباحثون ان الطحالب المستزرعة فى أعلى تركيز من ثانى اكسيد الكربون تحتوى على الكربون أعلى نسبيا من الفوسفور، مما يؤدى إلى انخفاض قيمتها الغذائية.
هذا ما أوضحته الدكتورة سامية كامل استاذ النباتات المائية بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية فى دراستها حول "مردودات التغيرات المناخ العالمى على التنوع الحيوى للطحالب البحرية"، وأضافت أن تأخر ارتفاع درجة الحرارة يؤدى الى التغيير فى توقيت موسم النمو وازدهار الطحالب حيث تزداد الطحالب خلال فصل الشتاء وتزدهر مبكرا خلال فصل الربيع مع ازدياد طول موسم النمو ان الأنواع المعروف نشاطها فقط فى الصيف تتواجد على مدار العام، والأنواع المرتبطة ببرودة المياه تتواجد فى أعماق أكبر بالاضافة الى التغير فى التركيب النوعى والتوزيع الإقليمى للطحالب حيث تزيد اعداد ووفرة الأنواع الموجودة فى المياه الدافئة وتقل الأنواع الموجودة فى المياه الباردة، وأن ليس كل نوع من الطحالب البحرية له استجابات حرارية مماثلة ويؤدى أى تغير أو اختلاف فى درجات حرارة مياه البحر فى فصلى الصيف والشتاء الى استجابة معينة لكل نوع على حدة.
وأشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد أيضا من وجود مايعرف بظاهرة المد الأحمر وانتشارها، وهذه الظاهرة لها مردودات على البيئة البحرية من بينها التغير فى التنوع الحيوي، كما أن ارتفاع درجات الحرارة له اثر سلبى على الطبقات السطحية من المحيطات، مما يسبب تغييرات على النظام الضوئى للمياه السطحية وإدخال المواد الغذائية من الطبقات الأعمق من المحيطات. وهى تغيرات لها آثار بعيدة المدى على النظام البيئى بأكمله والسلسلة الغذائية، وقالت الدكتورة سامية أن الهائمات النباتية هى أساس مهم من الشبكة الغذائية البحرية وأن أى تغيير فى وفرتها أو تركيبها النوعى له تأثير على السلسلة الغذائية بأكمالها، ويؤدى الى تعزيز قدرة الأنواع على الهجرة من البحر الأحمر عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط والتوسع فى انتشارها، فى نفس الوقت يزداد تدفق وانتشار الأنواع الغازية مع تغير المناخ وقد تكون له عواقب خطيرة على بقاء الأنواع المحلية.
وعن ارتفاع مستوى ثانى اكسيد الكربون قالت ان الطحالب تتواجد فى أسفل السلسلة الغذائية (الحلقة الأولي) ولذلك فان انخفاض قيمتها الغذائية له تأثير على الاحياء المائية الأخري، التى يمكن ان تكون لها أثار ضارة على الحيوانات الصغيرة التى تتغذى على الطحالب وبالتالى على الأسماك، وفى نهاية المطاف على النظام البيئى بأكمله واضافت ان التركيزات الأعلى من ثانى أكسيد الكربون تؤدى الى انخفاض قم الرقم الهيدروجينى فى النظم الايكولوجية مما يتسبب فى ان المحيطات تصبح اكثر حامضية، كما ان خفض الرقم الهيدروجينى (وكذلك تركيز) أيونات الكربونات التى من المتوقع ان تنخفض إلى النصف فى أثناء هذا القرن سوف يعرقل قابلية بعض الكائنات الحية على تصنيع كربونات الكالسيوم الى حد سيجعل نمو تلك الكائنات الحية صعبا ان اكثر اشكال الحياة تأثرا بذلك هو نوع من الهائمات النباتية تدعى حاملات الكوكوليتات المغطاة بلويحات صغيرة من كربونات الكالسيوم وتوجد بشكل عام قريبة من سطح المحيطات، حيث تستخدم ضوء الشمس الوفير فى عملية التركيب الضوئي.
تدين مرجانيات المياه الضحلة بألوانها الجميلة جزئيا إلى الطحالب المتكافلة معها التى تعيش داخل خلايا المرجان تترك أحيانا هذه الطحالب عائلها (مضيفها) استجابة لأشكال متنوعة من الاجهاد البيئى كاشفة بذلك الهيكل الأبيض الذى تحتها المؤلف من كربونات الكالسيوم ويمكن ان تحدث عملية «التبيض» هذه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا مثلا، ويظن بعض العلماء ان ازدياد حموضة مياه المحيطات (أو بتعبير اصح نقصان فى الحالة القلوية الضعيفة فى مياه المحيطات) ينزع ايضا الى الحض على مثل هذه الاحداث العرضية.
والنتيجة المتوقعة فى رأى الدكتورة سامية كامل هى أن يتم تغيير معدلات التمثيل الضوئى ودرجات التكلس وايضا تثبيت النتروجين وغيرها من العمليات الخلوية المهمة للطحالب البحرية تحت تأثير المناخ، وعلى الرغم من هذا فإن الهائمات النباتية يمكن ان تلعب دورا رئيسيا فى تغير المناخ العالمى من خلال إزالة الكربون من الجو عن طريق الحقن فى عمق المحيطات من خلال عملية تعرف باسم «المضخة البيولوجية
