تُسيطر مشكلة التلوث البلاستيكى على المجتمع الدولى حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تكون مناقشات بلدان العالم فى الاجتماع المقرر عقده عام 2022 لتحديد سُبل إيجاد حلول مشتركة والتعاون العالمى فى هذا الشأن، جاء ذلك فى التقرير الذى صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذى أوضح أن البلاستيك فى تصنيعه وعند التخلص منه ضمن النفايات، يتسبب فى إنتاج أكثر من 1.7 جيجا طن من ثانى أكسيد الكربون ، ومن المتوقع زيادته إلى 6.5 جيجا طن بحلول عام2050 وهو ما يمثل 15% من إجمالى انبعاثات الكربون على مستوى العالم، لذلك أشار الخبراء فى التقرير، إلى أن إعادة التدوير لا تكفى ولابد من الاعتماد على البلاستيك الحيوى أو القابل للتحلل الحيوى، مع تخفيض إنتاج البلاستيك واستهلاكه.وقد علقت على ذلك أنجر أندرسون المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بأن 85% من القمامة البحرية من مُنتجات بلاستيكية ويتوقع أن تتضاعف الكميات ثلاث مرات بحلول عام 2040، وأن 37 مليون طن مترى من النفايات مُلقاة فى المحيطات وهذا يشير إلى أن لكل متر من الشريط الساحلى ملقى ما يقرب من 50 كيلوجراما من البلاستيك الأمر الذى يعوق الحياة البحرية ويُعرضها لخطر تسمم السلاحف والمحار والثدييات والطيور، بالإضافة إلى ما يمثله ذلك من خُطورة على صحة الإنسان عند تناوله تلك المأكولات البحرية والملح، الأمر الذى يُسبب حدوث تغيُرات هرمونية واضطرابات فى النمو وتشوهات فى الإنجاب وانتشار أمراض السرطان، وأن تكلفة عمليات تنظيف البحار والمحيطات بلغت 19 مليار دولار عام 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2040 .
وكانت إنجر اندرسون قد رحبت بحضور وزير خارجية أمريكا انطونى بلينكن، موضحة أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة استفاد من الشراكة مع الولايات المتحدة بشأن الحد من التلوث وتعزيز الاقتصاد الأخضر، فضلاً عن المُناقشات المشتركة بخصوص النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها، حيث تُعتبر أمريكا أكبر منتج للنفايات البلاستيكية على مستوى العالم على الرغم من عدم انضمامها لاتفاقية بازل عام 2018 بشأن النفايات .
وتزامن هذا التقرير مع تقرير آخر صدر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة(الفاو)،أوضح أن التلوث البلاستيكى أصبح مُنتشراً بصورة واسعة، حيث يُستخدم فى المجالات الزراعية لتغطية التربة لتقليل الأعشاب، كذلك تُصنع منه شباك حماية نمو النباتات لزيادة العائد وحماية الأشجار والشتلات وأيضاً لتوفير مناخ يُعزز النمو (الصوبات)، وقد أوضحت ماريا هيلينا سيميدو نائبة المدير العام لمنظمة الفاو،أن12.5 مليون طن من المُنتجات البلاستيكية تُستخدم فى العمليات الزراعية بجانب 37.3 مليون طن تُستخدم فى تغليف المُنتجات الغذائية، وأن 10.2 مليون طن تُستعمل فى عمليات الثروة الحيوانية بجانب 2.1 مليون طن تُستخدم فى المصايد السمكية فضلاً عن 0.2 مليون طن تُستهلك فى الغابات .
وشددت هيلينا على ضرورة مُراقبة الكميات التى تتسرب من الزراعة إلى البيئة، حيث أشارت الدراسات إلى وجود نسبة 5 مللى من المواد البلاستيكية الدقيقة فى بُراز الإنسان والمشيمة والأجنة عن طريق الأمهات الحوامل، ووفقاً لخطورة المواد البلاستيكية حث التقرير على إيجاد حلول وأيضاً إجراء المزيد من البحث العلمى خاصة فى مجالات النانو بلاستيك .
أعده للنشر بجريدة الأهرام / د.نعمة الله عبد الرحمن
أعده للنشر على الموقع/ محمد أيمن
إشراف / د. أمانى إسماعيل
مدير عام الإداره العامة للعلاقات العامة
