محافظة أسوان عاصمة الشباب الإفريقى والإقتصاد والثقافة الإفريقية تمتلك العديد من الثروات التعدينية والمحجرية والسمكية والتى تجعلها دائمًا تنفرد بهذا التنوع الطبيعي الذي ميزها حباها بها الله سبحانه وتعالى ، لينطلق الخير منها لباقى محافظات الجمهورية.
تتميز أسوان أيضًا فى تنوع مصادر الطاقة من خلال امتلاكها لأكبر مشروع فى العالم لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وهو المتواجد حاليًا فى منطقة بنبان ، وهناك الكثير والكثير من المشروعات العملاقة التى أقيمت وتقام على أرضها الطيبة بداية من خزان أسوان ، ومشروع السد العالى الخالد أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين ، بجانب مصنع كيما 2 لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية وغيرها الكثير .
وقد زاد الاهتمام بجهود تنمية الثروة والإنتاج السمكي بأكبر مسطح مائي متمثل فى بحيرة ناصر باعتبارها موطنًا لأسماك متنوعة من أشهرها أسماك البلطى النيلى، وخاصة فى ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإصدار توجيهاته لتحقيق التنمية الشاملة ببحيرة ناصر وتعظيم العائد الاقتصادي المرجو منها فى مختلف القطاعات وأبرزها القطاع السمكى ضمن إستكمال خطة الدولة لتنمية الثروة السمكية المنتجة من بحيرة ناصر من أجل توفير المنتج السمكى الأورجانيك للمواطن البسيط بأسعار تتناسب مع ظروفه المعيشية.
هذا وقد شهد العام السمكى 2018 / 2019 زيادة معدلات الإنتاج السمكى لنحو 25 ألف طن بنسبة زيادة 25 % مقارنة بنفس الفترة عن العام السابق، كما أنه مستهدف الوصول بالإنتاج إلى 30 ألف طن فى عام 2020 من خلال تنفيذ حزمة الإجراءات المتعلقة بخطة تنمية البحيرة وهو الذى سيساهم فى تحقيق التوازن المطلوب وخفض أسعار جميع أنواع الأسماك فى الأسواق المحلية.
وكان الاجتماع الدورى للجنة الإشرافية العليا لتنمية بحيرة ناصر برئاسة اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان وحضور رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية قد شهد التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق بين رؤساء الجمعيات ومشايخ الصيادين للإبلاغ الفورى عن أى مخالفات أو محاولات للتهريب للإسراع فى إتخاذ الإجراءات الحازمة تجاهها بهدف تحقيق السيطرة الأمنية الكاملة.
كما كلف المحافظ شرطة المسطحات باستكمال إجراءات التنسيق مع غرفة عمليات المحافظة لتلقى وإستقبال أى بلاغات فى هذا الإطار حيث أنه فى حالة ضبط أى مخالفين أو القيام بعمليات تهريب غير مشروعة يتم إتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحازمة بمعرفة الجهات المختصة.
وطالب المحافظ بسرعة الانتهاء من دراسة اللائحة الداخلية والتنفيذية لإنشاء صندوق دعم وتنمية المسطح المائى ببحيرة السد العالى لإعتمادها فى إطارها القانوني الصحيح ، مع دراسة آلية الإستغلال الأمثل لمصنع الأسماك التابع لشركة مصر أسوان لصيد وتصنيع الأسماك بما يحقق العوائد الإيجابية المأمولة منه.
من جانبه، أشار المهندس خالد حسانين مقرر اللجنة ومدير هيئة الثروة السمكية بأسوان إلى أنه نظرًا للقرارات الإدارية والفنية التى تم اتخاذها منذ 2016 وحتى الآن ضخ 20 مليون وحدة زريعة كان لها أكبر الأثر فى زيادة إنتاجية الصياد من 4 أطنان إلى 8 أطنان سنويًا بنسبة 100% للقارب الواحد وهو الذى حقق الكثير من العوائد على صغار الصيادين والذى وصل عددهم لأكثر من 20 ألف صياد فى البحيرة.
ونوه إلى أنه جار إنشاء 4 موانئ جديدة لخلق منافذ جديدة لتسليم الإنتاج السمكى والحد من التهريب ، وذلك بالإضافة إلى الموانئ التي تعمل حاليًا وهى السد العالى وجرف حسين توشكى وأبو سمبل السياحية.
تجدر الإشارة إلى أن بحيرة ناصر تعتبر من أكبر البحيرات الصناعية فى العالم حيث يعيش بالبحيرة أكثر من 50 نوعًا من الأسماك تتبع 15 عائلة، أهمها أسماك البلطي النيلي البلطي الجاليلي والساموس (قشر البياض)، والبياض، والرابه، والشال، والليبس، وتم إنشاء 3 موانئ للصيد فى غرب وجرف حسين وأبو سمبل، تستقبل لنشات الصيد لتوريد المنتج إلى التجار، كما تم إنشاء 7 مفرخات سمكية فى مناطق صحارى وجرف حسين توشكى وأبو سمبل.
وتكونت البحيرة نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي بعد إنشائه في الفترة من عام 1958 إلي 1970 بطول 500 كم منها 350 كم بالأرض المصرية، والباقي بالأراضي السودانية ومتوسط عرض 12 كم ويصل عمقها إلى 180 مترا بسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب، لتصبح بذلك ثاني أكبر البحيرات من حيث المساحة، وتتميز البحيرة بملائمة ظروفها البيئية لتربية العديد من أصناف الأسماك ، بالإضافة إلى وفرة القاعدة الغذائية الطبيعية.