من مدريد إلى نيويورك ومئات المدن عبر العالم، تظاهر "الغاضبون" اليوم السبت احتجاجا على تدهور أوضاعهم الاقتصادية نتيجة الأزمة الاقتصادية ونفوذ سلطات المال، في أول يوم تعبئة عالمي تقيمه هذه الحركة التي نشأت في إسبانيا الربيع الماضي.
وبعد خمسة أشهر من ميلاد الحركة في 15 مايو/أيار في مدريد، يطمح "الغاضبون" وغيرهم من المجموعات مثل "أوكوباي وول ستريت" (احتلوا وول ستريت) في جعل 15 أكتوبر/تشرين الأول يوما رمزيا يستهدف أعلى السلطات المالية، مثل وول ستريت في نيويورك، وحي "سيتي" المالي في لندن، والبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت.
وبدأت احتجاجات اليوم في نيوزيلندا، ثم انتقلت عبر العالم إلى أوروبا ومن المتوقع أن تعود إلى نقطة انطلاقها في نيويورك.
وتظاهر عدة مئات في الشارع الرئيس في أوكلاند بنيوزيلندا، لينضموا إلى مسيرة شملت نحو ثلاثة آلاف شخص رددوا الهتافات وقرعوا الطبول احتجاجا على ما سموه جشع الشركات.
" احتجاجات اليوم انطلقت من نيوزيلندا ثم انتقلت عبر العالم إلى أوروبا ومن المتوقع أن تعود إلى نقطة انطلاقها في نيويورك " |
وخرج المئات في العاصمة اليابانية طوكيو بمشاركة محتجين مناهضين للطاقة النووية، وفي مانيلا عاصمة الفلبين نظم بضع عشرات مسيرة إلى السفارة الأميركية رافعين لافتات تقول "تسقط الإمبريالية الأميركية" و"الفلبين ليست للبيع".
وتجمع أكثر من ألف شخص عند بورصة تايبه وهتفوا "نحن 99% من تايوان"، وقالوا إن النمو الاقتصادي لم يصب إلا في مصلحة الشركات في حين أن أجور الطبقة الوسطى لا تكاد تغطي تكاليف الإسكان والتعليم والرعاية.
وسار حوالى 250 كوريا جنوبيا في شوارع سول اليوم احتجاجا على ما وصفوه جشع الشركات واتساع الهوة بين المداخيل، وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) إنه رغم الأمطار احتشد الناشطون قبالة مقر لجنة الخدمات المالية، وهي أكبر جهاز للتنظيم المالي في البلاد.
وحمل الناشطون لافتات بالإنجليزية والكورية كتب عليها "أنا لست صرافكم الآلي" و"ضرائب لرؤوس المال" و"وظائف للعمال".
وشهدت جنوب أفريقيا مظاهرات مماثلة في مدن رئيسة منها جوهانسبرغ ودوربان وكيب تاون، وركزت المظاهرات في جوهانسبرغ على أحوال البورصة، وحمل عشرات المتظاهرين لافتات بعثت برسائل سياسية منها "فلتنصتوا للشعب" و"فليتقاسم الشعب الثروات".
مظاهرات أوروبا
وشهت إيطاليا قيام متظاهرين بإشعال النار في مبنى تابع لوزارة الدفاع في روما، وأوضح مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن نحو مائة شخص ملثمين أشعلوا النار في سيارتين في المكان نفسه. ولم يتمكن رجال الإطفاء من الوصول إلى المكان بسبب تظاهرة "الغاضبين" التي ضمت عشرات آلاف الأشخاص، والتي كانت تتقدم من دون حوادث.
وفي محاكاة لاحتلال متنزه زوكوتي قرب وول ستريت في منهاتن، اعتصم بعض المحتجين قبالة مقر بنك إيطاليا المركزي لعدة أيام.
وتجمع نحو ألف شخص في مدينة فرانكفورت العاصمة المالية لألمانيا أمام مقر البنك المركزي الأوروبي، احتجاجا على ما وصفوه "تجاوزات الرأسمالية" وظلم النظام المالي العالمي، حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "أنتم تضاربون بحياتنا" و"أنتم تقامرون بمستقبلنا".
متظاهرون ألمانيون في مظاهرات اليوم السبت بمدينة كولونيا (رويترز) |
وتجمع نحو ألف شخص في مدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا للاحتجاج على "ظلم النظام المالي"، كما تجمع عدة مئات من الأشخاص في قلب مدينة كولونيا غربي ألمانيا تحت شعار "ديمقراطية حقيقية الآن".
وفي العاصمة البريطانية لندن شارك نحو خمسة آلاف شخص في مظاهرات تحت عنوان "احتلوا بورصة لندن"، والتي حظيت بتأييد ما يزيد على 15 ألف شخص على موقع فيسبوك.
وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "غارديان" البريطانية إن آلاف المحتجين تجمعوا في الحي المالي بلندن، حيث كانت شرطة مكافحة الشغب تتخذ تدابير للسيطرة على هذه الحشود.
وفي نيويورك دعت حركة "احتلوا وول ستريت" -التي ظهرت في الولايات المتحدة احتجاجا على البطالة وسط الشبان وانعدام المساواة الاجتماعية، وتحتل حديقة منذ 17 أيلول/سبتمبر- إلى التجمع في ساحة تايمز سكوير.
استمرار الحركة
ودبت شكوك بشأن استمرارية الحركة بسبب عدم بروز زعيم واضح يقودها، ورفضها كل الهياكل السياسية التقليدية، واعتمادها "الديمقراطية التشاركية" في أقصى أشكالها.
يذكر أن الدعوات إلى احتجاجات اليوم نشطت على صفحات موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، وقال منظمو هذه الاحتجاجات إن "القوى الحاكمة تخدم مصلحة قلة قليلة، وتتجاهل أوضاع الأغلبية الغالبة وتغض الطرف عن الثمن الإنساني والبيئي الذي ندفعه جميعا"، مؤكدين أن "هذه الوضعية لا يمكن تحملها ولا بد أن تنتهي".
من مدريد الى نيويورك ومئات المدن عبر العالم تظاهر "الغاضبون" السبت احتجاجا على تدهور اوضاعهم الاقتصادية نتيجة الازمة ونفوذ سلطات المال، في اول يوم تعبئة عالمي تقيمه هذه الحركة التي نشات في اسبانيا الربيع الماضي.
وتحت شعار "متحدون من اجل تغيير عالمي" ينوي "الغاضبون" التظاهر في 751 مدينة في 82 بلدا حسب موقع 15اكتوبر.نت، داعين "شعوب العالم اجمع الى الخروج الى الشوارع والساحات".
وبعد خمسة اشهر على ميلاد هذه الحركة في 15 ايار/مايو في مدريد، يطمح "الغاضبون" وغيرهم من المجموعات مثل "اوكوباي وول ستريت" (احتلوا وول ستريت) في جعل 15 تشرين الاول/اكتوبر يوما رمزيا يستهدف اعلى السلطات المالية مثل وول ستريت في نيويورك وحي "سيتي" المالي في لندن والبنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت.
واضاف بيان حركة 15 اكتوبر "من اميركا الى آسيا وافريقيا واوروبا، تنتفض الشعوب مطالبة بحقوقها وبديموقراطية حقيقية" وان "القوى تعمل لمصلحة اقلية متجاهلة ارداة الاغلبية الكبيرة ولا بد ان يزول هذا الوضع الذي لا يطاق".
وفي مدريد يفترض ان تتجه خمس مسيرات تنطلق من ضواحي العاصمة الاسبانية الى ساحة بويرتا ديل صول الرمزية التي احتلوها على مدى شهر في الربيع وينوون قضاء الليلة فيها.
وفي نيويورك دعت حركة "احتلوا وول ستريت"، التي ظهرت في الولايات المتحدة احتجاجا على البطالة التي يعاني منها الشبان وانعدام المساواة الاجتماعية، وتحتل حديقة منذ 17 ايلول/سبتمبر، الى تجمع في ساحة تايمز سكوير.
وقالت اوديل الناطقة باسم الحركة في اسبانيا والعضوة في جمعية "خوفنتود سين فوتورو" (شباب بدون مستقبل) "نريد ان نجعل من 15 تشرين الاول/اكتوبر نقطة انطلاق تؤدي الى سلسلة تحركات في اطار خريف ساخن".
وقال خون اغيري سوتش وهو متحدث اخر باسم الغاضبين في اسبانيا ان اتساع الحركة "يدل على انها مسألة لا تعني اسبانيا فحسب بل العالم باسره لان الازمة عالمية ولان الاسواق تعمل على الصعيد العالمي".
وبعد التظاهرات الكبرى في اسبانيا الربيع الماضي، انتشرت الحركة في عدد من البلدان حيث لقيت نجاحات متفاوتة من بلد الى اخر، فمثلا في فرنسا ظلت التعبئة متواضعة.
ودبت شكوك بشان استمرارية الحركة بسبب عدم بروز زعيم واضح يقودها ورفضها كل الهياكل السياسية التقليدية واعتمادها "الديموقراطية التشاركية" في اقصى اشكالها.
غير ان "الغاضبين" في اسبانيا التي تعاني من نسبة بطالة قياسية بلغت 20,89%، والذين لاقوا دعما شعبيا واسعا، تمكنوا من رفع صوتهم وتحقيق بعض الاهداف مثل التظاهرات التي منعت او اخرت طرد عشرات الاشخاص من اصحاب المنازل المدانين منذ بداية الصيف.
واعتبر الاقتصادي الفرنسي توما كوترو احد رؤساء منظمة "اتاك" (التي تدعو الى عولمة بديلة) "انها ظاهرة واعدة جدا، حيث ان المواطنين اصبحوا لا يريدون تفويض رجال السياسة والاحزاب ويريدون ان يرموا بثقلهم، كل في مكانه. وبالامكان القول انها عودة الى اصول الديموقراطية".
وبالفعل قامت مجموعات من المتظاهرين في روما بتكسير زجاج واجهات مصارف واضرمت النار في سيارتين اثر انطلاق تظاهرة "الغاضبين" بعد ظهر السبت في قلب روما على ما افاد مراسلو فرانس برس.
ووقعت الاحداث قرب الكوليزيوم في اطار اليوم العالمي الاحتجاجي ضد تدهور الاوضاع الاقتصادية والازمة ونفوذ سلطات المال.
كما يتوقع تجمع الاف اخرين في بروكسل حيث ستصل مسيرة قادمة من اسبانيا وعبرت فرنسا، وفي سويسرا حيث تعتبر سلطة المصارف الهدف الاساسي، وفي لشبونة حيث ظهرت حركة "جيل هش" التي تعتبر من رواد التعبئة.
وتجمع مئات المتظاهرين صباح السبت في كبرى مدن اسيا مثل طوكيو وسيدني وهونغ كونغ.
وفي جوهانسبورغ، تجمع خمسون شخصا امام اكبر بورصات افريقيا رافعين لافتات كتبت عليها "تسقط الراسمالية" و"فليتقاسم الشعب الثروات".
تظاهرات حركة "احتلال وول ستريت" تجتاح الولايات المتحدة
وفي اوروبا سيخرج "الغاضبون" الى الشارع تقريبا في كل انحاء القارة لا سيما في روما واثينا، وهما العاصمتان الاكثر معاناة من الزوبعة المالية.
ساحة النقاش