البساتين جامعة الازهر

الراكدون نحو المستقبل م.ابراهيم محمد سلامة.


للمرة الثانية والثالثة والعاشرة نتساءل: ماذا حدث للفاكهة المصرية؟
لماذا تغير طعمها، واختفت رائحتها، وكبر حجمها، وضاعت حلاوتها؟
هذا السؤال العميق الذي يقلق ويزعج الجميع، وتردد كثيرا وطويلا وعميقا بين الناس منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، فقد تعودوا علي حجم ولون وطعم للفاكهة بمختلف درجاتها.
ومن الأحداث الأخيرة التي نراها ونلمسها جميعا إن معظم أنواع الفاكهة تنتفخ ويتضاعف حجمها، وتملؤها المياه.
وقيل إن السبب هو تطعيم الفاكهة بالهرمونات بهدف زيادة إنتاجها، كما حدث بالنسبة للفراولة والخوخ واليوسفي والتفاح.
وقيل إن السبب هو المبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية.
وقيل ما قيل حتي أصبحت المأساة مضروبة في ألف.
فما رصيد تلك الأقوال من الصحة؟ وما أثر الهرمونات والمبيدات والأسمدة الصناعية علي الفاكهة ثم علي الصحة العامة؟
الدكتور زكريا الزرقا وكيل كلية الزراعة بدمنهور جامعة الإسكندرية أنه يرجع ضياع طعم ونكهة الفاكهة إلي أكثر من سبب، أبرزها استخدام التسميد المعدني "الكيماوي" بدلا من التسميد العضوي.
فالأصل في الطعم يرجع للأحماض العضوية الداخلة في تركيب الثمرة، وأهم الأحماض هي الأحماض "الأمينية"، وهذه الأحماض تقل نسبتها في الثمرة عندما نحرم الثمار من الغذاء بالأحماض العضوية "التسميد البلدي"، وقال: لو أننا اتبعنا النظام العضوي للتسميد بالأسمدة البلدية لظلت نكهة طعم الفاكهة كما هي، لكن للأسف أصبحنا نعتمد علي التسميد الكيماوي الذي يعطي إنتاجية أعلي من التسميد العضوي، لذلك يفضل أصحاب المزارع استخدامه.
ويضيف الدكتور يوسف عطية وكيل كلية الزراعة لشئون البيئة بدمنهور: إن هناك عدة اتفاقيات تلزمنا بالتسميد العضوي للمنتجات المصدرة للخارج، منها اتفاقية "الجات" لأن الغرب يرفضون التسميد المعدني، وهذا سيحمل المواطن المصري فوق طاقته لوجود نوعين من الفاكهة والخضراوات بالأسواق، نوع يستخدم فيه التسميد العضوي، وهذا قليل جدا بالأسواق المصرية، لذلك نري أن سعره مرتفع جدا، والنوع الثاني، وهو المستخدم فيه التسميد المعدني بسعر أقل كثيرا من النوع الأول، وبالتالي سيضطر المواطن العادي لشراء النوع الثاني.
والسبب الثاني في ضياع نكهة وطعم الفاكهة يرجع لجشع بعض التجار وأصحاب المزارع حيث يفضلون بيع الفاكهة مبكرا عن ميعادها فيلجأون لرشها ببعض المواد المنظمة للنمو "الهرمونات"، وهي تعمل علي دخول الثمرة في مرحلة النضج بسرعة، ومثال ذلك التفاح المصري، فمرحلة النضج الطبيعي تستغرق وقتا أطول، لكن رغبة أصحاب المزارع في إنزاله للأسواق تجعلهم يرشون المحصول ببعض أنواع الهرمونات التي تجعل شكل الثمرة ناضجا، والمواد المنظمة للنمو "الهرمونات" تخّلق صناعيا من بعض المواد المصنعة تخليقيا بطريقة كيميائية خارج الثمرة، ومعظم المواد التي تصنع منها الهرمونات الصناعية نستوردها من الخارج، والقليل جدا منها يصنع في مصر، وشركات المبيدات والكيماويات الزراعية التي تستورد هذه المواد من الخارج معروفة جدا، وأيضا البلاد التي يتم الاستيراد منها.
ويلتقط أطراف الحديث الدكتور علاء الدين رشدي أستاذ مساعد النبات بزراعة دمنهور قائلا: إن كل شيء يزيد حده ينقلب إلي ضده، فالمستوي الطبيعي للهرمونات داخل الثمار واللازم لإنتاجها هو المعدل الطبيعي السليم اللازم لإنتاج أي ثمرة، وإضافة هرمونات خارجية لسرعة الإنضاج يضر بالثمرة وبالصحة العامة.
ويعود الدكتو علاء الدين حسين رشدي فيقول: إن من ضمن الأسباب المطروحة لضياع طعم ونكهة الفاكهةاستخدام المبيدات لأن وظيفتها الأساسية مقاومة الآفات والأمراض التي تصيب النبات، لكن شرط استخدامها هو عدم وجود خطورة منها، ويتحقق ذلك باتباع تعاليم الرش السليمة، وعدم إنزال المحاصيل للسوق قبل مرور أسبوعين علي الأقل من الرش، فهذه هي فترة الأمان اللازمة لضمان عدم الضرر من المبيد، فبعد هذه الفترة لا يوجد تأثير للمبيد، ولكن للأسف بعض التجار يتصرفون بلا وعي ولا مسئولية، وينزلون الفاكهة والخضراوات للأسواق دون مرور فترة الأمان المحددة، وهنا يجيء الدور الرقابي لوزارة التضامن الاجتماعي لضبط هؤلاء التجار.

مأساة الحمى القلاعية فى رقبة من؟
حل مشكلات الري بالبحيرة
حل المشاكل قبل بداية الدراسة في البحيرة
آلاف الأفدنة تتعرض للتلف والحرق بالبحيرة
زراعة 324 ألف فدان قمحا بالبحيرة
د. عادل البنا عميداً لكلية التربية بدمنهور
زيادة إنتاجية فدان القمح في البحيرة 223ألف طن حصة توريد هذا العام
فوضي الديمقراطية
ارتفاع غير مسبوق في إنتاجية المحاصيل الصيفية
محاصرة شاملة لمرض الحمى القلاعية
المصدر: digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=358437&eid=107
Orchards-Azhar

م. ابراهيم محمد

ساحة النقاش

م.ابراهيم محمد سلامة.

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

167,875