بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس كل النــــوازل أمطـــــار !!

إنشاد القيم أصبح من عوائق الدروب .. والمستميت بالقيم يضع الذات عند فوهة النار .. ثم ينفرد كانفراد البعير المجرب .. والمثالية قد أصبحت فكرة شائبة في عالم اليوم .. حيث الأحقية لمن يجتهد تسلقاً فوق الرقابً ضارباً مناسك الأخلاق بعرض الحائط .. وهو الخيار القاطع الذي أصبح كالضرورة في مجاراة الحياة .. حيث فرية العصر التي تقول إما أن يكون المرء وإما أن لا يكون !.. والكينونة في هذا العصر لا تكون نافعة إلا بالسقوط .. فالذي يبتغي ويرجو المعالي فوق سروج الأخلاق والمثالية يعزف منفردا دون سرب من الأسراب .. ويكابد المشقة وحيدا وقد يكون منبوذاَ .. والقيمة اليوم أصبحت لمن يجاري الأهواء ويجاري تلك المظاهر الزائفة .. ولقد تعددت مظاهر الزيف والرياء .. ولا تغر المرء مواعظ الأدعياء فوق منابر النصح والدعاء .. فهؤلاء خلط من إرهاصات هذا الزمن العجيب الذي لا يبالي .. فئات من البشر لا تجيد غير الاصطياد في المياه العكرة .. وترى المصالح الذاتية فوق كل المسميات والأخلاقيات .. والمعضلة التي تحير العقول هي أن تلك الصورة الهزلية قد أصبحت مألوفة في عرف الناس .. يكذب وينافق من يشاء ومتى يشاء .. ويصدق ويخلص من يشاء ومتى يشاء !.. ولا يجلب العجب حين يتواجد حول محراب الكعبة المشرفة من ينافق قولاً دون خشية من الله !.. البعض لا يستحي من الخالق ولا يستحي من الخلائق .. نجد الأصوات فوق المنابر تبذل الأقوال بلاغاً .. وتزرف الدموع مدراراً .. ثم نجد الجميع يخالفون منهج السماء عملاً وفعلاً .. ثم يتسابقون شغفاً ليلتقوا عند محراب الأهواء التي ترضي الأعداء .. وتلك خناجر الغدر في أيديهم تتسابق قبل خناجر الكائدين للأمة .. والخوف في قلوبهم من أهل الإصلاح والتقوى أشد ضراوة من الخوف من أهل الكفر والفجار .. وتلك الصورة المتناقضة للأحوال في عالم اليوم تفرض الحرص الشديد عند التعامل مع هؤلاء وأمثالهم .. كما تفرض ملاحقة النصيحة الغالية التي تقول : العبرة بسرائر الناس التي علمها عند الله .. وعليه على المرء أن لا يميل كل الميل لكل من ينادي فوق المنابر بمجرد الشهرة والاسم .. فقد يكون ذلك الداعي مرائياً متسلقاً يركض خلف المنافع الذاتية وخلف مباهج الدنيا .. وهو ذلك الجدل الذي يتخذ الدين ستاراً لنيل المــرام .. وعليه لا بد من التمحيص والفحص قبل الإقدام بالموالاة والتصديق .. فقد تكون المظاهر خادعة حيث الثعالب في ثياب الواعظين .. هنالك التقوى الصائبة وهي تقوى الخشية من الله .. كما أن هنالك مظاهر التقوى الزائفة .. وهي مظاهر التقوى طمعا في مباهج الحياة .. وشتان بين تقوى وتقوى !! .. وتلك الحقيقة تؤكد وتلح بضرورة الحرص قبل التصديق والانصياع لقول كل من يعتلي المنابر زاعماً النصح والإرشاد .. جدل يحذر الناس بعدم الانقياد الأعمى .. ويجهل هؤلاء الزائفون النابحون فوق منابر الغش والخداع أنهم بتلك الصورة المخذية يخسرون الدنيا والآخرة .. حيث يتاجرون باسم العقيدة .. ويوجدون تلك الأسواق المهلكة الهالكة .. أسواق التاجر فيها يمثل قمة النفاق .. والسلعة فيها تمثل غاية الضلال .. والرواد فيها يمثلون أبرياء الغفلة والضياع .. والأخطر في الأمر أن جريرة السكوت والصمت تقع وزراً على عاتق كل من يوحد الله .. وحيث لا يجوز الصمت والسكوت عندما تتردي الأحوال .. والسكوت والصمت قد يخرج الساكتين عن الملة .. والأمة مأمورة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وهي أمة أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم التي نالت شرف خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر.. ولم تنل تلك الأفضلية بالصمت والسكوت والرضوخ .. لقد تبدلت المفاهيم في العصر الحديث .. ونصائح الحق قد أصبحت مرفوضة من أهل العصر جملة وتفصيلاً .. وكل ناصح يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر هو ذلك المنبوذ الذي يواجه بالعداوة والخصومة .. وسبحان الله من زمن تبدلت فيه المفاهيم بقدر يجلب العجب ..وتلك خيام الشيطان نجدها تتوسع عدداً ومساحة يوما بعد يوم .. بينما أن خيام الإصلاح والتقوى نجدها تتراجع انكماشا يوماً بعد يوم ! .. ورغم كل ذلك فإن الصمت مازال يمثل سيد الساحات .. ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حوله ولا قوة إلا بالله ) .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 230 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,766