بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تستهتر بقيمة الأحجام .....!!

قــــــــــال :

كن منصفاً حتى لا تلعن دروب الآخرين .. الجاهل لا يلام بوزر جهله ،، والميت لا يعاقب بعد موته .. والمجنون لا يعاتب بعد فقده .. والعاجز لا يهمل بأسباب علته .. فهي تلك الفوارق التي تشتكي منها الألباب .. حيث العقول لا تتساوى قسطاً ومقداراً .. عقل ماهر لا يستند على واعظ .. وعقل مقيد لا بد له من مرشد كالظل يماثل .. وعقل فاقد للحيلة يرضخ لأحكام الأقدار .. وعند ذلك يصبح الدعم فرضاً وواجباً .. والِإحساس بالمسئولية شيمة تفرضها الضمائر .. فلو ترك المولود على السجية لهلك جوعا وعطشاً .. كما أن الأعمى لو ترك عند حافة الهاوية لنال المصير .. وعليه فإن المروءة هي التي تنادي دائماً .. حيث أن إدراك حاجة العاجز لباقة وحصافة .. ثم يتعدى ليكون فضلاً وإحساناً وإكراماً .. ومن حكم الله البالغة فإن نزعة الخير في الإنسان تنادي بالفطرة .. ذلك الجانب الذي يلح بالهمة والشفقة دائماً .. وهو الجانب الذي يأبي السكوت تعالياً وتعنتاً .. كما أن الحكمة تقول لا تصغر شأناً لمقدار عقله .. فتلك المقادير من العقول قد تكون نافعة رغم ضعفها .. ورب صاحب عقل متواضع قد يكون سنداً في يوم من الأيام .. وقد يكون هو صاحب اليد الفضلى التي تضع جثمانك في القبر .. ولو لا تلك الأيدي المتواضعة لأهملت في العراء لتنهش جثمانك الهوام .. وقد يكون هو ذلك الإنسان صاحب المهارة في المهنة رغم التواضع في العقل .. فكم من باذر يبذر في الأرض ليوجد الرزق .. وكم من صانع ينسج الخيط ليستر السوءة .. وكم من كانس يكنس الأدران ليوجد الصحة .. وكم من طارق يطرق الحديد ليصنع المنعة .. وحينها لا يشتكي رزقك من ضحالة العقول .. فتلك مكملات للحواس لا تمثل عيباً بقدر ما هي تمثل نفعاً وخيراً .. وليس من الحكمة أن ينكر المنخل صغائر الأحجام ويسقطها لقلة القيمة ؟.. فإذا كانت الأرض برمتها تبنى في خلاياها من الذرة والنواة ولا تكون إلا بها فكيف نحتقر تلك الدقائق والصغائر ؟.. إنكار لأساس البناء قد ينفي وجود البناء !.. كما أن إنكار لأحجام الأقزام قد يهدم بداية العمالقة !.. والعين حين ترى شوامخ البنية تقف حائرة وتقول هل تلك الشوامخ كانت ذات يوم مسجوعة في مهد الأطفال ؟.. فيا عجباً من معادلات تمخول العقول وتحير الألباب !.. والصورة برمتها تفرض واجب الاحترام للأحجام والمقادير مهما كبر أو قل شأنها !.. وقيل في الماضي لا تحقرن صغيراً في مخاصمة فإن البعوضة تدمي مقلة الأسد .. قال لقد كانوا صغاراً وبمقدار أحجامهم لم ينالوا مني التحية والاحترام .. فإذا بالأيام تدور لتفرض علي التحية والانحناء !!.. حسبتهم صغاراً مدى العمر وحسبت نفسي كبيرا مدى العمر .. وتلك كانت شائبة تعيب عقلي .. والكيس اللبيب من يحسب الأحجام قبل مواعدها .. وكل حجم لديه موسم تتجلى فيه الحقيقة .. وفيه يتجلي مقدار وعظمة الأهمية .. في مراحل من العمر يملك الإنسان المقدرة في أن يدفع الصغير .. ولكن في مراحل أخرى لاحقة قد يكبر الصغير ليكون ذلك القاهر كالقاطرة !. والعاقل هو من لا يفرط في نصيحة الحكمة ويترك آثاراً مقيتة قد لا تفارق الذاكرة .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 176 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,856