بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

موجة العـز قذفــت به نحو الســـماء !!

عينه رأت علامة الجفاء خلف الحجاب .. ثم لزم الصمت أملاً في توبة الأواب .. إشارات تؤكد الشك خلف الضباب .. لقد تمردت ثم مالت عن الحق والصواب .. وذاك قلبها قد خان العهد وبدأ يطرق الأبواب .. بدأت تخطط لتشعل حرباً في المحراب .. كانت تريد حرفاً واحداً لتوجد لحظة الاضطراب .. قالت متى تسرع الساعة حتى أرميه بالنشاب .. ثم أحاوره جدلاً وحدةً وأدعوه بالنصاب !.. غير أن الصاحب قد تصرف بحكمة ولم يجاري نزعة الإرهاب بالإرهاب .. تعالى وقاراً واتزاناً واقتدى بأهل الحصافة والألباب .. لقد صمت قولاً وكتم غيظاً ثم رحل عنها في غياهب الاحتجاب والغياب .. غياب أوجد الحيرة في نفسها حيث أغلق فجأة صفحات الكتاب .. وهي التي كانت تعد العدة لرميات الطعن بالحراب .. فقالت يا عجباً من متمرد يتجرأ ليوجد دوافع الأسباب .. كيف يتجاهلني وأنا قيمة تعشقها قلوب الأصحاب ؟.. لقد مضى في دربه وكأني لست رقما في الحساب .. تعالى عزاً وأصبح ذلك النادر المتنقل كالبدر في طيات السحاب .. ملك بغير تاج ولكنه يحمل أرفع الألقاب .. لقد صار جدلاً مستحيلاً لا يدانيه أهل الركاب .. تركض الأنفس خلفه وتناجيه يا الصاحب المهاب ؟.. قالت لقد عاقني تأدباً وسكوتاً ثم نالني بالهجر والعقاب .. سبحان ربي لقد صار مرغوباً مشوقا كالماء في عمق السراب !!.. والذي كان يطاردنا بالأمس قد أصبح اليوم نطارده بعون الكلاب !.. لقد أصبح ذلك النادر العفيف كندرة الألماس فوق الهضاب .. ذو عبق يغري الأنوف متى ما تواجد بين الأصحاب .. تنشده الأنفس في تلهف وتتمنى أن تعانقه بالترحاب .. لقد ندمت وقالت يا ليتها لم تسقط الحظ من كفها لتبادره بالعتاب .. كيف تهاونت في قيمة عالية لأتفه الأسباب ؟.. لقد فرطت في كنز ثمين ثم عادت تبحث عنه بين الأتراب .. ويقول لها شامت من يهجر العلياء تأنفاً وتكبراً يحيا مدى العمر فوق التراب .. قال ذلك الصاحب أسفاً لقد تركتها وشأنها حتى لا يقال أني أمارس شريعة الغاب .. ولو تجرد أهل الشيم عن فضائل المكانة لتساوت حينها أحجام الرقاب .. كما لو تعادلت كفوف الخير والشر لأصبحت القيامة عند الأعتاب .. ولكن هي الأنفس تتباين في محاسنها كما تتباين الأعداد في النصاب .. باذل يبذل إكراما وفضلاً وجاحد يتبول في الأكواب .. وهي شرعة الكون حيث تجري منذ أقدم الأحقاب .. أقدار لا تلتزم بالأهواء ولا تجاري أمنيات المصاب .. قزم قد يتعاظم عملاقاً وكوخ قد يتعالى فوق ناطحة السحاب .. والصمت قد يثمر أحيانا وثماره قد يفوق أفضل العناب .. والعزة لا تنال حربا وقتالاً ولا تنال بالاحتجاج والإضراب .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 13 مايو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,224