جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
تــلك هــي الصفـوف فأيــن الوقـــوف ؟؟
تعددت تلك الصفوف وتمددت في أطوالها .. وأصوات الضرورة تنادي وتقول أين أطرافها ؟.. ووقفة الصفوف أصبحت ملحة لابد من الخوض في أركانها .. صفوف بعضها هام كالشهيق والزفير .. فإما المــوت البطيء أو البقاء الزهيد .. وبعضها تفرضه حاجات الحياة .. إما لقمة تسد الرمق أو جرعة تكفي من الرمضاء .. وبعضها متطلبات يفرضها شكوى الحواس .. إما فحص وعلاج وإما دواء وترياق للشفاء .. وبعضها يفرضه الحياء وستر الأحوال .. إما خرقة تستر السوءة أو لباس يعني الاكتفاء .. وبعضها يفرضه الطموح والمستقبل .. إما تجارة بحلال أو حرام .. أو ذمة مبطنة بالرياء .. خدمة أساسها الصدق والأمانة أو خدمة أساسها الفساد والرشوة .. وبعضها تفرضه النزعة والفطرة .. إما إشباع لرغبة وحاجة تنادي بها النفس وإما التجاهر في العراء .. وبعضها تفرضه سنن البقاء والتناسل .. إما إفلات في حرمة المعاصي وإما بحث عن شريكة الحياة .. وبعضها تفرضه المروءة والشهامة .. إما تلبية لحاجة المحتاج أو مساندة تفرضها الرجولة والنخوة .. وبعضها تفرضه الجيرة والعشيرة .. إما مشاركة لفرحة أو تقديم لعزاء ودمعة .. وبعضها تفرضه ضروريات التنقل في الأرجاء .. إما مشياً بالأقدام لقلة الحيلة والوسيلة .. وإما البكاءً تحت الهجير لطول الانتظار والوقفة .. وبعضها تفرضه أطماع النفوس .. إما لعدم الإحساس والشعور وإما التعمد في الغلاء .. وبعضها يفرضه التسلط والاحتكار .. إما لندرة مصطنعة أو لقلة متعمدة .. والخلاصة هم هؤلاء أهل الصفوف في السراء والضراء .. هم أهل الحاجة والفاقة .. الأمعاء فيهم ينادي ويلتوي من شدة اللوعة .. رغم أن الأعين ترى أمامها ما يكفي من ألوان السلعة .. إلا أن العلة تكمن في جيوب لا تحوي ما يكفي من القيمة .. ينادي ذلك المنادي المترف ويقول أنا في قمة النعمة .. في حين يبكي ذلك الباكي ويقول أنا عاجز أقف عند حافة الحفرة .. ثمار مبذولة لغير أهلها وحرام على بلابلها الدوحة !.. وتلك الصفوف ليست لأهل المكانة والنخبة .. إنما هي صفوف لحفاة عراة يواجهون النزعة .. والبعض منهم كأهل الأعراف يجهل المصير بعد الوقفة .. فهل هي جنة عرضها السموات والأرض أم النهاية هي تلك الخيبة ؟.
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش