بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

حــوار مع أهــل البــرزخ في المنام !!

جاءت في المنام تطلب عفوي .. وهي ترجو مواصلة المسيرة .. فقلت لها لقد طويت صفحة الماضي .. فقالت ولكن ما زالت للقصة ملاحق وبواقي .. فقلت لها ذاك برزخ بيني وبينك لا يقبل التعدي .. فقالت للضرورة أحكام تسمح ذلك التعدي .. ولنا في الأمر مقصد وشأن !.. فقلت لها ألا يكفي الموت حداً بيننا وبينكم لإسدال الستار ؟؟.. فقالت تلك جولة ليس للأحياء فيها خيار!.. فقلت لها وما الذي يجبرني لكي أخاطب قبراً أرى شواهده تؤكد علامة الفناء ؟؟.. وتلك نفسي ترى أنها بعيدة المسافة عن ساعة الاقتراب ؟.. فقالت مساكين أنتم يا أيها الأحياء !.. فما زلتم تتقيدون بحجج الزمان والمكان !.. وتؤمنون بالبدايات والنهايات !.. جدل يكسب الأموات سانحة ليسخروا من الأحياء .. أفق يا ذلك السابح في بحار الأوهام .. ودعني أصحبك في جولة في عوالم البرزخ والمنام .. ألا تلاحظ أن حواسك تلك لا تفيدك أبداً في عوالم الأرواح ؟.. تمعن جيداً في أمرك وأمري في هذه اللحظات .. فأنا روح أشاطرك اللحظة وأنت روح تتحدث في المنام .. ولقد التقينا في لحظات برزخ يجمعنا فيها الوئام .. حيث روح تلتقي بروح .. وخيال يلتقي بخيال .. ولو نظرت حولك فلن تجد باباً يستلزم الطرق والاستئذان .. كما أنك لن تجد أعصاباً تحس بالوخز والطعان .. فلما لا تتعمق في التفكير يا ذلك الإنسان ؟.. وأنظر أين أنت الآن وأين أنا في مفاهيم الأحياء من الأنام ؟؟ .. هل أنا وأنت نملأ حيزا يعني المكان ؟؟ .. وهل أنا وأنت نملك أحجاما يمكن لها القياس بالكمال والتمام ؟؟.. وهل أنا وأنت نملك ثقلاً يمكن له أن يرجح كفوف الميزان ؟؟.. ولو تمعنت أكثر وأكثر فسوف تدرك بأننا نتداول الحوار بغير حواس تصنع الحوار .. كما أننا نستمع للحروف بغير عدة للاستماع !.. لا ألسنة لنا تتحرك لتصنع الكلام .. ولا آذان لنا تصغي لتلتقط الحروف بانتظام !.. إنما أخذ ورد بغير دعم من الحواس .. والحقيقة المطلقة أن حواسك الآن غارقة في سبات عميق .. ولو أجتهد أحد الأحياء أن يسترق السمع لحوار النائم في المنام فلن يسمع حرفا واحدا مما يقال !.. كما أنه لن يشاهد حدثا واحداً مما يجري في تلك الأحلام .. وذلك رغم أن الصورة تبدو مكتملة الجوانب من حيث الأبعاد والملامح .. مما يؤكد أن عوالم الأرواح مستحيلة على الأحياء .. كما أن عوالم الأحياء مقيدة بشروط المادة .. وكذلك مقيدة بشروط المكان والزمان .. وشتان بين عوالم وعوالم !.. فتلك عوالم الأرواح تتحرك الأرواح فيها حيث تشاء ومتى تشاء دون مسافات وساعات .. فحال الأرواح في عوالم البرزخ يماثل حال كن فيكون بالقدر الذي يسمح به خالق الأرواح !.. كما أن عوالم الأرواح تعج بأفضل الخيارات .. تلك الخيارات التي لا تخطر في خواطر الأحياء .. ثم من العجيب أن تجادلني بشواهد القبر يا ذلك الغافل الولهان ؟؟.. فتلك شواهد من صنع الأحياء .. لا تراها الأرواح جدلا يستحق الوقفة والبيان .. ولكن أنت على موعد ذات يوم في عوالم البرزخ .. وفي ذلك اليوم سوف تسخر من علامات الشواهد التي لا تملك القيمة عند الرهان !

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 363 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,090