بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الثمــار مــــن شجرة الشيطان !

قـــــــال صاحبي :

جلست فوق منصة النيران وذاك البحر بعيد المنال .. أسقطني ساقط في مرجل الأحزان .. ودفنني دافن في مقبرة النسيان .. فقالت الملائكة ذاك ميت قبل الأوان ! .. وحينها اكتسبت الخبرة في مقارعة الإنسان .. والقصة مربكة وما زالت تربك الآذان .. فيا ليت ذلك القارئ يمسك عن القراءة .. ويا ليت ذلك الحاكي يمسك عن الحكاية !.. ويا ليت ذلك الراوي يمسك عن الرواية .. ويا ليت ذلك المبدع يمسك عن التلاوة .. ويا ليت ذلك العازف يمسك عن الإذاعة .. فتلك النوازل بدأت تؤرق الأفئدة بكثرة التواجد في المسامع .. وتلك النيران بدأت تحير رجال الإطفاء .. فإن اجتهدوا وأخمدوا النيران هنا كانت النيران في الفضاء .. وإن أسكتوا الأصوات هنا كانت الصيحات في الغابات .. وإن صبروا قليلاً أشتكى الصبر من كثرة الأنات !.. وتلك أرحام الشقاء تزداد كرماً وهي تجود بالعطاء ! .. والعلل لا تتجسد فقط في وفرة النوازل .. ولكنها تتجسد عملاقاً في ضخامة الأوجاع والآلام .. والجلسات غدت تطيب للناس في بساط الرمضاء .. والحيرة تتمثل دائماً في تلك الصفحات المربكة من الكتاب .. صفحات من التناقض الذي يخالف العقل والمنطق والصواب .. كيف لا وقد أصبح العاقل هو ذلك المجنون .. والمجنون هو ذلك الثابت الرزين !! .. ولقد تناغم اللامعقول في الأذهان !.. وتلك ملامح المواليد بدأت تخالف ملامح الآباء ! .. وصمة لا تؤرق أحدا في الجوار !! .. رغم أن الإشارات تؤكد عيباً في الحيثيات !.. ولكن هو ذلك الزمن يعاضد كل مجتهد باللسان !. فذاك هو الموجب وذاك هو السالب .. والكل يدعي الإخلاص .. ذاك يقول أنا وضعت الأمانة في موضع الحق .. وذاك يقول أنا تلقيت الأمانة من صاحب الحق !.. فيا عجباً من حق تكنفه الأحجية والطلاسم في هذا العصر !! .. فهو عصر يقبل طائعاً ألوان العلل رغم العواهن .. فيه لا يتأفف أهل الفضائل من ثمار الحرام ! .. وفيه لا يشتكي أهل العلم من مهازل الجهلاء .. بل يكتفي الكل بالديباجة المرفقة المقرونة بالأهواء .. وهي ديباجة مزيفة تعني سلامة المواصفات !.. يزورها البعض من السفهاء .. وهذا الزمن يملك الجرأة في القرار المشين .. كما يملك القوة في حمرةً العين .. صاحب العيوب لا يميل خجلاً حين يقال عنه القيل .. كما أن صاحب الأخلاق لا يرقص طربا حين يصفه الدليل .. والخدعة تتجسد حين يزعم الكل النزاهة عند الالتقاء في محراب التفاخر بالذات والنفس .. رغم أن الكل لا يغيب لحظة عن مجالس الشيطان ! .. وقد أزيلت الفواصل التي كانت تميز أهل الفضائل عن أهل الرذائل .. والآن أصبح الكل عند العرب صابون ! .. فهو ذلك الزمن الذي أصبح فيه مذاق الشهد يماثل مذاق العلقم والزقوم .. كما أن نسمات الصباح قد أصبحت لفحات من لفحات الجحيم والسموم !.. وتلك المسالك في الحياة أصبحت موبوءة بموجبات الإغماء .. والأبرياء من الناس هم أكثر الناس عرضة لتلاعب الأهواء .. وقد ينادي المنادي الغافل بأنه قد نام بفرية النعاس !! .. فيقال له يا أيها الغشيم إنما قد نمت بكيد خل يدعي الطيبة والوفاء .. قد أذاب الكيد خلسة في كأسك !! .. وقد شربت الكأس عن طيب خاطر وأنت تجهل مكائد الأصدقاء ! .. فيقول ذاك هو خلي الوفي فكيف يا ترى لو كان ذلك الخل المعيب ؟؟ .. فيقال له لقد تناثرت الفضائل وتمازجت بالموبقات بقدر يعجز المناخل !.. وهذا العصر هو ذلك العصر الذي يتوسم بالعجائب .. كيف لا وقد أرادوا بالحي ميتا حتى لا يمنع المكاسب ! .. ولو تعمقوا عقلا وحكمةً لأدركوا أن الموت لا يوفر الطمأنينة للأحياء !! .. بل أن تلك المكيدة هي مجرد مسكن يخرس الداء لحين ثم الجديد من الأوجاع !.. إنما الموت يمثل ترياقاً وجدلاً حين يلتقي الكل في خندق الأموات !.. وحينها للقصة بقية ووقفة أخرى من صفحات الكتاب .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 110 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,325