بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

لغــة الضـاد تجتـاز المطبـات بنجــاح !!

حقيقة لا يعيرها الناس انتباهاً .. تلك السانحة التي أفادت اللغة العربية الفصحى كثيراً .. وهي سانحة كانت من حظوظ اللغة بغير تعمد وبغير تخطيط مسبق ,, فتلك الفضائيات العربية العديدة المتوفرة قد أفادت اللغة العربية الفصحى كثيراً .. وأوجدت بساطاً شاسعاً لتكون الفصحى هي سيدة الساحات .. وبدورها انكمشت تلك اللهجات المحلية المتداولة في أوطان العروبة .. وهي تلك اللهجات العربية التي تميز الشعوب بعضها عن البعض .. لهجات محلية فيها الكثير من الكلمات والمصطلحات الدخيلة على الفصحى .. وتلك الكلمات الدخيلة في الغالب لا يتداولها أصحاب المناطق الأخرى .. ولكن بفضل الله تعالى فإن السنوات الأخيرة شهدت توسعاً غير مسبوق في تداول اللغة العربية الفصحى .. تداولا وحواراً .. وكل الشعوب العربية في الوقت الحاضر تستخدم اللغة العربية الفصحى عند الحوار والنقاش مع بعضها .. وخاصة عبر منابر التواصل الاجتماعي والفضائيات .. وفي أجهزة الإعلام والصحف .. ويندر جداً من يستخدم لهجته المحلية في تناول الأخبار ومخاطبة الجمهور .. وحتى لو استخدم المرء لهجته المحلية فقد لا يجد من يجاريه بالمثل .. وبالتالي فإن اللغة العربية الفصحى بين الناطقين بها أصبحت شائعة تماثل اللغة الانجليزية في كسر حواجز المخاطبة بين الأجناس .. ولا يجد صاحب اللهجة المحلية أية صعوبة في فهم اللغة العربية الفصحى .. حيث اعتاد الناس على اللغة الفصحى في السنوات الأخيرة وكأنهم في عصور العرب الأولى .. تلك المرحلة التي كانت فيها الفصحى تمثل لغة العرب الأولى والوحيدة .. وفي مرحلة من مراحل الشعوب العربية كادت اللهجات المحلية أن تغمر وتغطي كليا على اللغة العربية الفصحى .. حيث انحصرت الفصحى على الكتابة والقراءة فقط .. بينما أن الخطابة بين الشعوب كانت ومازالت بلهجاتها المحلية .. وقد بلغ الأمر ببعض الشعوب العربية أن تكتب كذلك باللهجة المحلية .. تواجدت اللغة العربية الفصحى لسنوات طويلة محصورة في نطاق ضيق وهي تقاوم اللهجات المحلية .. ومن نعم الله كان ذلك التواجد النادر بفضل القرآن الكريم الذي ظل يجدد الفصحى ويمنعها من الاضمحلال .. ثم فجأة تمثلت ابتكارات العصر من التكنولوجيا الحديثة .. وحيث عالم الفضائيات ووسائل الإعلام المتقدمة والمتاحة .. وقد لامست تلك المستجدات الحديثة اللغة العربية الفصحى بأفضالها حتى اشتعلت من جديد .. وها هي لغة الضاد التي أصبحت سيدة الحوارات في عالم اليوم .. والآن نجدها تتوسع وتعم القرى والحضر .. يتناولها الصغير والكبير دون صعوبة أو حرج .. وهي تلك اللغة التي انكمشت وتضاءلت في يوم من الأيام حتى بلغت مرحلة الهرم واليأس .. والتي كانت تتمنى وتقول : يا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب .. وقد عاد إليها شبابها من جديد .. ومن الأشياء التي تسعد القلوب نجد أن الكبار والصغار حين يتواجدون أمام الكاميرات في الفضائيات يستخدمون اللغة العربية الفصحى بطريقة سلسة دون أية مشقة .. والمفرح في الأمر أكثر أنهم يفعلون ذلك بسليقة مطلقة دون انتباه أو تدبير مسبق .. والصورة بكاملها تجسد تلك الحقيقة التي تؤكد أن اللغة العربية الفصحى قد نالت عافيتها من جديد .. كما تؤكد أن القرآن الكريم محفوظ بأمر الله تعالى .. وذلك الحفظ للقرآن يحفظ اللغة العربية من الزوال .. قال تعالى :

( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )

وقال تعالى :

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 130 مشاهدة
نشرت فى 29 يناير 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,061