بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تغلقــــوا منافـــــذ الأفكار !!

أكسروا الأكبال ولا تفرضوا الشروط .. فإن الحياة براح لا تعرف القيود والجمود .. ولا تعرف العقبات التي تماثل السدود .. حيث الاستماتة بمناسك الانتماء والحدود .. فلما الإركاع لنوازع الأهواء ولما الإيماء بالطاعة والسجود ؟.. تلك السمات التي تخلق العداء بين أبناء الجلود .. كما تؤكد فوارق الأحوال بين جالد ومجلود .. عوامل توجد موبقات الغم والكدر .. وإرهاصات تخلق المواقف بين طوائف البشر .. وتمثل الأساس في سلوكيات النفر .. فارتياد الواحات يوحي بنزعة السماحة .. وارتياد المجازر يوحي بنزعة الإضمار والشرور .. والبراهين تلاحق الصاحب مهما يراوغ في إشارات المرور .. وجوه تقابل الناس بالبشاشة والحبور .. ووجوه تقابل الناس بالعبوس والنفور .. وكل من ينادي بالحياد وعدم التقيد بثوابت التطرف هو ذلك المرفوض عند البعض من الجمهور .. فلما لا تعذروا أصحاب الأيدي التي لا تعرف الطعن في الظهور ؟.. ولما تنادوا بالغدر الذي يليق بأهل الحقد والجور ؟ .. البعض أحرار يعيشون أبد الدهر في ظلال البشاشة والسرور .. تعانقهم النفوس طربا عند الحضور .. يرقصون دائما وملامح البسمات في الثغور .. تؤرقهم علامات الذبح في النحور .. لا يقيمون عند سواحل البكاء والنحيب بل يجتازون سريعاً بالعبور .. ويتجاهلون نداء الطغاة ولا يغر بهم الغرور .. وإذا لاحت بوادر الجفاء وعدم الرضا يعجلون بالرحيل والمرور .. يتنزهون عن مواقع الجدال حين تتعارض أهدافهم عن أهداف أهل السفور .. فالآخرون يتمسكون بجدل واحداً يوافق أمزجتهم والميول .. ويمدحون نهجاً يخالف ذلك المنطق والمعقول .. ويسلكون دربا ينتهي بالشقاق والنزاع بين أبناء الحقول .. ويزرعون أفكارا تتعارض عن مناهج السماء والرسول .. يعادون الألوان ويتمسكون بلون واحد يجاري أهواءهم رغم الخطأ في مبادئ الأصول .. الأبيض لأناس تنكر الليل وتعبد النهار .. والأسود لأناس تبشر بالانتحار.. والأخضر لأناس تدعي الكمال وتزعم الاخضرار .. والأزرق لأناس تعشق التملق والاشتهار .. والأصفر لأناس تقرع الطبول في القفار .. وكل صاحب لون يمدح اللون ويقاتل بالليل والنهار .. ويعادي كل من يتخذ لونا آخر يخالف المعيار .. فذلك التطرف وذلك الرفض والإنكار .. ولو علموا فإن الحياة انطلاقة ترفض التقوقع في زاوية واحدة من زوايا الأفكار .. ولا عيب في ألوان قوس القزح التي تتيح العديد من الخيار .. نبع من لألوان يروي ظمأ الحالمين بحرية القرار .. يختار المرء ما يشاء من الألوان ثم ينقب عن الصواب ويسقط الأباطيل كالغربال .. وذلك دون إفراط وتطرف ينكر حق الآخرين في الاختيار .. ودون التمسك بلون واحد رغم العيوب في حصاد الثمار .. صواب وحق يوجب التمسك أو باطل وخطأ يوجب التنازل دون عناد وإصرار .. والمنفتح في فضاء الألوان يحس دائما بروعة الألوان والأزهار .. أبيض نور وأخضر زرع وأزرق نهج واصفر ضرع وأسود صمت ووقار .. ولكن هذا الزمن تفشت فيه مظاهر التطرف في الأفكار .. وقد ملئت الأرجاء بطوائف وجماعات تواجه من يعادي أفكارهم بالتفجير والانتحار .. فهي طوائف ترى أنها أحق بالحياة دون غيرها رغم أن الخالق يرزق المؤمنين ويرزق الفجار ! .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 154 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,686