<!--
<!--<!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
</style>
<![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم
كــم علمتني التجارب مكامن الأخطار
لــذا أعـرف المسالك كنــوازل الأمطار
قيل في الماضي : ( في ذهن الصياد حيلة ،، وفي ذهن الصيد حيلة أخرى ) .. وتلك معارك الحيل تجول في الأذهان .. لا يتراجع الصيد عن مطالب الرزق .. كما لا يتراجع الصياد عن مطالب الصيد .. وذلك رغم أن الكل مقيد بمشيئة الأقدار .. تلك المحصلة الأكيدة التي تكون في نهاية المشوار .. ويعلم الكل بحتمية المصير والقرار .. ومع ذلك هو ذلك الإنسان الذي يرى الذات أذكى وأدهى .. يدبر في الأعماق ثم يخفي النوايا بأغطية المظاهر .. تلك الخواطر التي تجيش في الصدور وتمثل الداء الذي يهلك السرائر .. هي نزعات تتوارى خلف أغطية النوايا .. وتحتمي بسياج الصدق أو الرياء .. تلك النوايا التي تميز الخبيث من الطيب .. إشارات بارزة وهامة تكشف معادن الإنسان .. وهي الصبغة التي تصبغ النوايا وتشوبها بالبياض أو السواد .. وكم تتلون صفات البشر حيث المظاهر التي تخالف البواطن .. وحين تتجرد صفات البشر من أقنعة التمثيل والتحايل تتجلى الحقائق .. فالذي يدعي الطيبة والشهامة نجده يتلون بالمظاهر الخادعة ويحتمي بالبسمات الزائفة .. كما أن الذي يجتهد في إخافة الناس بالوعد والوعيد نجده ذلك الرعديد عند المخاطر .. وتلك المظاهر قد لا تجدي عند لحظات المصداقية والجدية .. ورب وعد ووعيد قد لا يجدي لمجرد التكشير بالأنياب .. كما أن مجرد الوعد والوعيد قد لا يجبر الناس على التركيع خضوعاَ .. فتلك العدة قد تفقد مفعولها عن المحن والشدائد .. وكم في الأرض من ناصح يدعي الأمانة ثم ينادي ويقول : ( لكم الخيرات عند الطاعة ولكم السخط عند العصيان ) .. تباشير ووعيد توحي بضرورة الإذعان .. وقد ينسى ذلك الناصح بأن تلك الإشارات تفتقد آداب المروءة والإحسان .. كما أنها قد تولد الأحقاد في القلوب .. لأنها مبطنة بالوعد والوعيد .. وهو الناصح الذي ينسى أو يتناسى بأن الأرزاق مردها السماء .. ومهما يجتهد المجتهد بالمغريات أو بالتهديدات فإن المتلقي يمتلك فراسة التكهنات .. ويدرك بالإحساس بأن الأمر برمته هو من قبيل التحايل بالترهيب والترغيب .. والناس تتعامل مع الآخرين من منطلقات العقول والألباب .. ولا تتعامل بسلوكيات الطاعة العمياء كالتي تبديها الأنعام للرعاة .. وهي الناس التي تعلم جيدا معالم الإشارات في عيون الآخرين .. فهي ِإشارات قد تكون صادقة أو قد تكون زائفة .. كما أن الناس تمتلك ترياق الصبر عند اللزوم بالقدر الذي يتقي الويلات .. وحيل النجاة متوفرة لدى البشر حيث يختزنها في الأعماق .. وهي حيل قد تفرضها الظروف والمراحل الآنية .. وكل إنسان يصول ويجول في ساحة سريرته الخاصة .. حيث مكامن النوايا والمخططات التي تعني طوق النجاة عند اللزوم .. حيل ومخططات ومؤامرات تنتظر دور التنفيذ .. وقد تتجلى تلك المكائد والحيل للأعيان عند لحظات الضرورة .. تلك اللحظات التي تعنى لحظات الفوز والظفر .. وعندها تنهار أسوار الأسرار وتتكشف الخبايا .. صالح محمود أو طالح مذموم .. حيث تنهار جدران الإخلاص لتنبري جدران النفاق .ـ والحياة كلها ساحة الحيل والتحايل .. صائد يترصد وصيد يترقب .
ساحة النقاش