<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم
لعبــــــــــــــــــة الكراســــــــــــي !!
لعبة الكراسي ِإشارة لمفهوم أصبح شائعا بين الناس .. وهي لعبة تعرف بجدل من المهارة العقلية والبدنية التي تسقط الأغلبية الواعية قسرا لترفع شأن الأقلية الجاهلة شِأناَ .. هيمنة لفئات تجيد ألفاظ وسلوك وأساليب المراوغة والغش والخداع لتمطي صهوة العقول الكبيرة .. وتلك من عجائب هذا العصر الذي يمكن ضحالة الناس من التسلق فوق جدران الفطاحل .. وهي لعبة فيها الكثير من الخداع والمكر .. وفيها الأولوية القصوى لمن يجيد المراوغة والدهاء .. واللعبة في أساسها كانت تمارس من منطلقات البراءة التي تجاري براءة الأطفال .. حيث اللعب لمجرد اللهو والمرح والحبور .. ولكن شاءت ظروف هذا العصر العجيب أن تكون تلك اللعبة الخطيرة هي أساس الممارسات بين الناس في حياة اليوم .. حيث التعاملات والممارسات التي تجافي الأخلاقيات .. وبالتالي تبدلت قواعد تلك اللعبة التي كانت بريئة ذات يوم لتكون سلاحا قاتلا يعاضد الباطل ويجافي الحق .. واتخذت في مناهجها وأساليبها منحيات فيها الكثير من عثرات الأخلاق والنوايا .. وفيها الكثير من مخاطر الهلاك .. والأعجب في الأمر أن حياة الناس في هذا العصر لا تتم ولا تكون إلا إذا واكبت أحداث تلك اللعبة اللعينة .. حيث الخوض مع الخائضين في معارك الظلم والظالمين .. وحيث عالم الفرسان الذين يجيدون قطف الرقاب والرؤوس .. وعلى المرء في هذا الزمان أن يجاري هؤلاء الفرسان بنفس المهارة والمكر والدهاء أو التنحي جانباَ .. فهذا العصر مخصص بامتياز لهؤلاء الذين يجيدون فنون لعبة الكراسي .. وبالتالي فإن إنسان العصر إما أن يكون ذلك اللاعب الماهر الشرس النهم الذي يجيد قوانين اللعبة الملعونة .. أو أن يكون ذلك الخائب الخاسر الذي يتفرج على الأحداث من خارج الأسوار .. ولكن في معظم الأحيان فإن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن .. بل هي تلك الرياح التي تلفح وجوه الأغلبيات المغلوبة على أمرها .. والإحصائيات تؤكد أن نسبة الفرسان الذين يجيدون فنون تلك اللعبة الملعونة لا تتعدى عن عشرة في المائة من إجمالي عدد اللاعبين في مجتمعات اليوم .. وتلك حقيقة قاسية تؤكد عدم العدالة في معطيات الأدوار والمستحقات .. وعدم الإنصاف لمؤهلات وأفكار الناس .. كما تؤكد أن الهيمنة القصوى هي لتلك الأقليات التي لا تجيد غير فنون تلك اللعبة .. وهي الأقليات التي تتحكم في مصائر الشعوب والأمم .. واليوم في حلبات تلك اللعبة العجيبة نجد أن اللغة السائدة هي لغة الأرقام ( بالمليارات ) .. وهي لغة تفوق مقدرات السواد الأعظم من الناس .. حيث الأرقام الفلكية التي تجاوزت مفاهيم الملايين والألوف والمئات والعشرات والآحاد .. وتلك صورة قاتمة تصور لعبة الكراسي بأنها لعبة تمثل ذلك الوحش الكاسر القاتل المولود من رحم هذا الزمن .. حيث تخلق الفوارق الغير عادلة والغير منطقية في المجتمعات .. ومن سخرية الأحوال في هذا العصر أن نجد عقولا بمستويات الأصفار تتحكم في عقول للفطاحل من منطلقات المليارات !! .. في الوقت الذي فيه نجد أن عقولا بمستويات المليارات تخوض في خانة الأصفار !! .. وعند ذلك يتجلى مقدار المهازل التي تخلقها لعبة الكراسي في عالم اليوم !!.. وذلك القياس يسرى على كل مناهج الحياة .. حيث أقزام تتسلق المعالي .. وحيث فطاحل تسقط عن صهوة المعالي لترضخ تحت أقدام الجهلاء .. والمعطيات في هذا العصر لا ترد في أحواض مستحقيها .. بل هي تلك الفوارق المزرية في أحوال الناس .. وقد توقفت الأغلبية عن الركض في حلبات المنافسة والسباق لتكون الغلبة للصغار أصحاب المآرب .. فهي لعبة الكراسي القذرة التي ترفع شأن الصغار وتسقط رقاب الفطاحل .. وهذا زمانك يا مهازل فامرحي وقد عد كلب الصيد في الفرسان !! .
ـــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش