<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم
العقـول المصبوغــة بــــداء المفاســـد !!
كارثة ونكبة تلك المعتقدات الخاطئة لدى البعض .. وهي عدة الحمقى الذين يتشبثون بالأوهام .. وتلك الأفكار المضللة حين تسيطر على أمخاخ البعض تمثل وبالاَ على المجتمعات .. كما تمثل وبالا على قضية من قضايا الشعوب .. وتقع الطامة الكبرى حين يستميت أصحاب تلك الأفكار الخاطئة بالإصرار والعناد .. فتصبح تلك الأفكار لديهم لاصقة وجامدة وثابتة كصبغة الدهان .. وعندها يفتقد هؤلاء المتطرفون آداب الحوار والسجال .. كما يفتقدون محاسن المرونة في تناول الأفكار بالحوار .. فنجدهم يتعصبون ويتطرفون ثم يستميتون دفاعاَ عن باطل يريدون به الحق .. وتنتشر تلك الصفات في أوساط الجماعات التي تدعي العلم بغير علم .. وتدعي المعرفة بغير معرفة .. ومتى ما تعصب الرجل وتطرف وقاتل وقاوم من أجل أن يفرض فكرا من أفكار البشر الخاطئة فأعلم أنه على الضلال .. وأنه هو ذلك الجاهل المفرط .. وبالمقابل هنالك في الناس أصحاب العقول الواعية والمتفتحة الذين يتصفون بالحكمة والمرونة والمعرفة الفائقة .. وهؤلاء دائما وأبداَ على الحق والاستقامة .. ويملكون المهارات والملكات التي تمكنهم من موازنة الأفكار بالحكمة والمنطق السليم .. ولا نحس فيهم ذلك التعصب وذلك التطرف .. بل يتناولون الأفكار بطريقة عصرية وحضارية للغاية .. فلا يتحكمون ولا يتمسكون بالأفكار المطروحة بصورة عمياء .. إنما يتراجعون طائعين في حال أن تتضح لهم الأخطاء والعيوب .. فهم يملكون تلك المواهب والمهارات الثقافية والعقلية العالية التي تمكنهم من كشف الحقائق وتحديد مواضع الزيف والزلل .. ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاَ بالأوبة إلى الصواب .. وتلك صدورهم رحبة تقبل الأخذ والرد في كل الأوقات .. فلا يكلون ولا يملون من مناقشة تلك الأفكار القائمة والمطروحة .. يتدارسونها ويناقشونها بمنتهى السكينة وطيب الأنفس .. كما يتقبلون آراء الآخرين المغايرة برحابة الصدور وطيب النفوس .. وهنا يتجلى الفرق الكبير بين عوالم العلماء وبين عوالم الجهلاء .. وظاهرة الجهلاء والتطرف والتعصب أصبحت سمة من سمات هذا العصر العجيب .. أقوام وأقوام .. جماعات وجماعات .. فئات وفئات .. طوائف وطوائف تتمسك بفكر من الأفكار البشرية التي تقبل الصواب والخطأ .. ثم يكيلون الكيل بالمرصاد دون كلل أو ملل .. وتلك الظاهرة العقيمة أصبحت سمة تميز الكثير من تلك الجماعات والفئات المتطرفة الضالة المضللة .. وهي جماعات لا تبالي كثيرا بمواقف الآخرين حين تتخذ فكرا من الأفكار .. ولا تبالي كثيراَ بالأخذ والرد فيما تراه من الأفكار .. بل تزداد تمسكا وتعصباَ وعنادا لإرساء قوائم الباطل في مواقع الحق .. وهي تلك الفئات والجماعات التي تجعل كل همومها في الدنيا هي الاستماتة والاقتتال من أجل أفكارها بغض النظر عن مدى صواب مزاعمها أو عدم صوابها .. فهؤلاء الحمقى يحسبون أن الفلاح والنجاح لا يكون إلا بالصمود والتطرف .. كما يحسبون أن التراجع نحو الأصوب يمثل عجزاَ وضعفا ووهناَ .. وتلك علل النفوس المريضة المصابة بداء الجهل والتخلف .. وقد كثرت اليوم في أرجاء العالم أشكال وألوان ذلك التطرف والتشدد المميت .. كما كثرت في أرجاء العالم أعداد تلك الجماعات والفئات تحت المسميات المختلفة .. وكل فرقة وجماعة ترى نفسها على الحق والصواب وأن الآخرين على الضلال .. وتلك النظرة والوقفة المتصلبة تخلق مسببات التفرق والشتات .. وهي تلك الظواهر التي حيرت العقلاء والعلماء والحكماء في هذا العصر .. وقد أوجدت في الأذهان العديد من تلك الأسئلة الحائرة .. فلماذا انفرد هذا العصر بتلك الظواهر الغريبة التي لم يشهد مثلها التاريخ من قبل ؟؟ .. وهي ظواهر خطيرة للغاية .. وأضرارها أشد فتكا وقتلاَ ودمارا وحروباَ على الإنسانية والبشرية جمعاء .. وفي خطورتها أشد فتكاَ من القنابل النووية .. والعالم أجمع يخوض اليوم معارك الفتن والتطرف .. وقد تراجعت القيم والأخلاقيات والمفاهيم السامية إلى الحضيض .. وما زالت تلك الجماعات وتلك الفئات المتطرفة الضالة تقاوم وتصارع في كل شبر من الأرض .. وكل لحظة تعيشها الإنسانية في أتون الآلام والأوجاع ينسبها جهلاء الناس في العالم إلى تعاليم العقيدة السامية .. تلك التعاليم البريئة الطاهرة التي تنادي بإسعاد البشرية .. فهي تلك الجماعات المتطرفة التي تلطخ سمعة العقيدة غباءَ وجهلاَ .. وهي تحسب في ذاتها أنها تخدم العقيدة .. ولكن في حقيقة الأمر أنها ترتكب باسم العقيدة الكثير والكثير من الموبقات والجرائم والكبائر .. وأنها تعطي صورة قاتمة ومشوشة للعالم .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش