بسم الله الرحمن الرحيم
الأيـدي مرفوعــة نحــو الســماء !!
الكل الآن في العشرة الأخيرة المباركة من رمضان الكريم .. والكل في الأعماق يتألم لرفاق الإسلام الذين يواجهون الموت والويلات والدمار في أرجاء العالم .. وتلك الأمم الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها لا تملك إلا حيلة الدعاء في خواتيم هـذا الشهر المبارك الكريم .. وعيد المسلمين قد شارف في الوقت الذي فيه تجري دموع الأحزان في الأحداق والمقل .. والأحوال في الكثير من الساحات تنوء بالقتل والدمار والخراب والتمزق والشتات .. وهنالك في الشعوب الإسلامية من يفقد الحيلة ويعيش أقسى أنواع المعاناة والأوجاع والويلات .. ولا تتأمل القلوب في أفراح قد تأتي بها الأعيـاد .. فهي تعيش في أروقة الموت ودهاليز الشقاء .. ولا تدري ما المصير وما الخلاص .. تنظر شرقا وغرباَ وجنوباَ وشمالاَ لعلها تلمح مخرجاَ أو منقذاَ .. وتلك سياج المصائب والابتلاءات قد أحيطت بديار المسلمين .. والكل في جدل يفقد الحيلة ولا يملك إلا حيلة الدعاء .. فيا رب العباد ويا مجيب الدعوات أجعل السلام والأمن في ربوع الإسلام والمسلمين .. اللهم يا رب العرش العظيم أجعل العظمة والغلبة والهيمنة في أمة الإسلام .. وأجعل ديار المسلمين آمنة مطمئنة خالية من كل ألوان المكائد والحروب والدمار والتمزق والخراب والشتات .. اللهم يا رب العالمين أجعل جميع أوطان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها واحات خضراء تنعم بالأمن والاستقرار والاستكانة والهدوء .. وتخلو من أصوات الحروب والمدافع والطائرات والصواريخ والمتفجرات والاقتتال .. اللهم يا رب العرش العظيم أنزل فيضاَ من المحبة والمودة والإخاء في قلوب المسلمين أينما تواجدوا .. وأنزع الغل والحقد والحسد والبغض والكراهية من نفوس المسلمين .. اللهم يا رب العرش العظيم أجعل الغاية العليا في نفوس المسلمين هي غاية التوحيد حيث كلمة ( لا إله إلا الله ) بقدر لا يشغل المسلمين سواها من الغايات .. اللهم يا نور السموات والأرض أجعل جميع اجتهادات المسلمين من تعاضد وتعاون وتساند يدور حول تلك الكلمة المقدسة .. بحيث لا تشغلهم نزعات الجاهلية والقبلية والطائفية والعشائرية والعنصرية .. أللهم يا عليم يا حليم أجعل السنوات المقبلة سنوات رخاء وإخاء ونماء وسلام وأمن وواحة وراحة تغطي جميع بلاد المسلمين في المشارق والمغارب .. اللهم يا عظيم الشأن نحن أمة تشتكي من الوهن والضعف والهزال والفرقة والشتات نلجأ إليك لتقوي شوكتنا وتناصر هيبتنا .. وتجعل المقدرة لنـا على أعداء الإسلام .. أللهم أشغلتنا مباهج الدنيا عن مناصرة دينك فأضعفتنا الدنيا بذلك القدر الذي أوجدنا تحت أقدام الأمم والشعوب .. أللهم يا كريم يا عظيم أعـد لنـا الهيبة والمكانة والقوة والسطوة كما كان في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام .. أللهم يا نور السموات والأرض نحن نقر لك بتلك الذنوب والأخطاء التي أبعدتنا عن مسارات الصراط المستقيم فأعفو عنا وأغفر لنا فأنت نعم المولى ونعم النصيـر .. أللهم يا رب العالمين تكاثرت في ديار المسلمين أعداد الأرامل والأيتام واكتظت الخيام باللاجئين والهاربين من أتون الحروب والاقتتال فأنزل على ديار المسلمين نفحات من السلام والرحمة والأمن والأمان .. ( آميــن يا رب العرش العظيــم ) .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش