بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

دردشــة خفيـــفة بعــد الإفطــار   !!

تلك بوتقة جمعت ذات البين .. حوائطها المودة والرحمة .. وقد تطابقت القلوب بالقدر الذي يوافق الكم والكيف .. تقاربت وتواصلت عمقاَ وفهماَ .. وقد تخطت سياج الخلاف والاختلاف مع مرور السنوات .. وأدركت جيداَ أن الأرواح قد تناسخت بقدر يعني التمام والكمال .. وتلاشت فروق القوامة والنوعية .. حيث ذابت تلك الشوائب الفطرية في ملحمة من المشاعر الحميمة النبيلة .. مرحلة عندها يمثل الجرح الواحد ألما لكل الأجساد .. والضحكة الواحدة تمثل ضحكة لكل القلوب .. والمفاهمة قد تعدت مراحل المعيار العادي لتأخذ درجات قصوى من العمق والصراحة الجريئة .. نفوس قد تقاربت بدرجات عالية من الشفافية .. ذلك التقارب الروحي الذي يمكن من قراءة السرائر المكنونة .. وتجاري البديهيات المطوية داخل إطار من المودة والتقارب  !.. وعندها لا يشترط أن يكون اللسان هو الوسيلة الوحيدة للتعبير ..  بل يكفي مجرد تلميحات مقرونة بالمزح حتى ترطب الأجواء وتطيب الخواطر .. وتلك الملامح في الوجوه قـد تفسر الكثير من المعاني العميقة الدفينة .. والمحصلة في النهاية تؤكد ذلك المحراب من السعادة والهناء لمفهوم أسرة عصرية سعيدة .
 
قالت الزوجة : ( تلك ملاحظة جديرة بالاهتمام وتستحق عليها قبلة ) .
 
فقال الزوج : ( فإذن اعتمدي تلك الإشارة ضمن المستحقات المؤجلة ! ) .
 
فقالت الزوجة : ( لا تلمني يا هـذا فتلك مستحقات مؤجلة بأسبابها  ) .
 
فقال الزوج : ( ولكن تلك أسباب مجحفة وقاسية للغاية تنوء عن حملها العصبة أولي القوة ) .
 
فقالت الزوجة : ( الشروط هي الشروط ، وهي ملزمة قائمة حتى لحظة الإيفـاء ) .
 
فقال الزوج : ( كانت تهون تلك الشروط إذا جانبت مدار الإمكان والإمكانيات ، ولكنها مع الأسف الشديد  تدور في فلك المستحيل ، وكما تعلمين فإن هنالك عجز كبير في الميزانية ! ، وتلك علة قد تربك الدول ناهيك عن البشر !! ) .
 
فقالت الزوجة : ( ومع ذلك فإن تلك الدول تجتهد وتبذل قصارى جهودها في تذليل الصعاب ، ولا نراك تفعل ذلك بالمثل  ! ) .
 
فقال الزوج : ( ونحن نقترح الآن بتخفيض حجم الشروط القائمة للدرجة الممكنة المعقولة ! ) .
 
فقالت الزوجة : ( محاولة لا بأس بها ، ولكنها لا تفيد كثيراَ في قضية خاسرة ، حيث لنا تجارب سابقة في التنازلات ، مجرد حيلة لشطب الديون المستحقة  ) .
                  
فقال الزوج : ( نحن لا نطالب بالتنازلات أو الشطب ، ولكن نطالب بنوع من التسهيلات ، كما نطالب بإعادة برمجة المستحقات ) .
 
فقالت الزوجة : ( وتلك هي المرة العشرون التي نعيد فيها البرمجة ، كما أنها هي المرة العشرون التي نشطب فيها الكثير من البنود ، وكلها لا تؤدي بالغرض ، كما أنها لا تفي بالثمرات ) .
 
فقال الزوج : ( في تلك الحالة نحن سوف نضطر للبحث عن شراكات جديدة ، والتعامل مع مؤسسات قد تكون مربحة وبأقساط مريحة !  ) .
 
فقالت الزوجة : ( ذلك أمر أنت أدرى بثقله وعواقبه .. والذي يحمل الصخرة الثقيلة فوق رأسه هو الذي يتحمل الثقل في نهاية المطاف ) .
 
فقال الزوج : ( الآن قد أذن المؤذن لصلاة العشاء وتلك سانحة لنا ولكم ، ولعل اللقاء بالصلاة والقيام يجعل لنا حظاَ من العفو والتسامح والتنازلات ! ) .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,772