بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

شعــار ... سأرافقـك فـي الطريـق   !!

خوفهم من الإسلام أوهام بغير معنى ( فوبيا الإسلام )  .. وخوفنا منهم مبني على حقائق قائمة بالأدلة والبراهين وعلى تجارب سابقة .. وذلك الشعار المرفوع اليوم في حملة استرالية لطمأنة الجالية المسلمة في تلك البلاد النائية .. والحملة بدأت بعد تلك المحاولة الإسرائيلية في استراليا لتحرير أسرى كانوا لدى شخص إيراني مختل العقل كما يزعمون  .. وتم تحرير الأسرى بعد مقتل الإيراني وآخرين في الموقع .. وهنا الأمر لا يتعلق بمجريات الأحداث وأسبابها بقدر ما هو يتعلق بجوهر ذلك الشعار .. فتلك قصة هاشتاج انطلق من داخل المجتمع الاسترالي يحمل عنوان ( سـأرافقك في الطـريق ) لطمأنة المسلمين المقيمين في استراليا  بعدم الخوف  من ردود الفعل السلبي بسبب حادثة الرهائن .. وبدأ الهاشتاج عندما لاحظت امرأة استراليه أن الراكبة المسلمة التي تجلس بجوارها في المترو قد قامت بنزع حجابها علي استحياء قبل أن تغادر المترو خوفاً من المشي في شارع مظلم  .. وهي محقة في خوفها في هذا العصر الذي يبيح الظلم والإجحاف بغير أدلة أو براهين  .. فاقتربت منها وقالت لها " ارتدي زيك الإسلامي ( وأنا سأرافقك في الطريق )  .. ومن تلك اللحظة نشأت فكرة الهاشتاج الذي حقق نصف مليون مشاركة في مواقع الويب خلال ساعات قليلة فقط ..  وقام اغلب الاستراليون بنشره علي حساباتهم في تويتر .. ثم انتشر ذلك الشعار في مواقع الويب العالمية بسرعة جنونية شديدة كانتشار النار في الهشيم .. وأصبح مدلولاَ في الملايين من المشاركين في الحملة ..  وتخطى الشعار سياج المسلمين بأستراليا لتطال كافة المسلمين في أنحاء العالم .. وفي العالم العربي بدأت قلة من الأصوات تواكب الحدث .. ولكن بمشاركات متواضعة للغاية .. وهي تحاول أن تفرق بين الإسلام ذلك الدين الحنيف الحافل بالأمن والوئام وبين الإسلام ذلك المشوه بنعوت الإرهاب .. والشعار المرفوع من الشعب الاسترالي مقرون بالشفقة التي تحاول أن تحسن صورة الشعب الأسترالي بطريقة ما .. وهو شعار  ( المرافقة في الطريق ) .. ورغم أن النوايا تبدو حسنة قد نقبل بها على مضض إلا أن جوهر ذلك الشعار جاء متأخراَ للغاية .. كما جاء يلمح القوي في صورة الضعيف والضعيف في صورة القوي ..  جاء والصورة القائمة في العالم مشوهة تماماَ وتؤكد حقيقة ( فوبيا الإسلام ) .. وتؤكد هشاشة وقتامه تلك العلاقات بين الأديان وأهلها .. تلك الدوامة المربكة التي شارفت القرن من الزمان .. وما ظهرت بوادر الإرهاب والفتن التي تجري حالياَ في جميع أرجاء العالم إلا بكيد هؤلاء الذين يريدون الآن ( الرفقة ) للاطمئنان !!.. فكيف تطمئن القلوب المسلمة لهؤلاء ؟؟! ..  وهم الذين قادوا الأمة الإسلامية لتلك الزاوية المخزية القاتلة .. وقد تعدوا من قبل مراراَ وتكراراَ على حرمات الإسلام والمسلمين .. وغدروا بالأمة الإسلامية في عقر ديارها .. حين أوجدوا ذلك الجسم الغريب الناشز الغاصب في ساحة الإسلام والمسلمين.. وقد تعمدوا وأصروا في إيجاد تلك الدولة ذات النزعات التوسعية في عمق البلاد الإسلامية .. وذلك في تحد سافر للمسلمين وعقيدتهم .. وشكل ذلك استفزازا كبيرا لمشاعر المسلمين في المشارق والمغارب  .. وهم بذلك التحدي خلقوا تلك الدولة الغاصبة الناهبة التي تجاهر بالعداء للإسلام والمسلمين .. وتلك الكراهية والعداوة في عقيدة تلك الدولة المصنوعة الغاصبة ليست فرية من خيال المسلمين .. ولكن هي تلك العداوة المؤكدة بنصوص الآيات في الكتاب الكريم .. فهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا .. ثم أعقبت ذلك الحدث الفاجع الكبير الأحداث الظالمة تلو الأحداث ..  فكانت تلك الحروب تلو الحروب ..  وما زالت تجري في بعض الساحات حتى اليوم .. ولم تقف الأمور عند ذلك الحد بل واصلوا مشاوير الظلم حين ناصروا ويناصرون الباطل ويفرضون على الأمة الإسلامية ألوان الويلات والأوجاع .. وتلك قضايا الأمة الإسلامية العادلة مهضومة في المحافل الدولية تحت وابل كروت الفيتو .. وتلك حروب الأمة الإسلامية مخذولة خاسرة تحت ذلك الدعم الغاشم الظالم الغير محدود من أعداء الأمة عند المواجهات في ساحات التحرير والشرف والنضال .. وعوامل أخرى كثيرة ظالمة أدت إلى تلك الفتن وأدت إلى تفشي ظاهرة الإرهاب في العالم .. فذلك الإرهابي المظلوم بالنعوت لم ينال النعت ترفاَ ومحبة وتشوقاَ ولكنه أصبح إرهابيا حين أوصدت أبواب العدالة والإنصاف والسلام أمامه تماماَ .. أصبح إرهابياَ بالفطرة التي تأبى المهانة والمذلة .. رافضاَ شريعة الغاب في العالم .. ثم انحرف البعض منهم عن جادة الصواب حين فقد المصداقية من العالم .. وحين أصبح ذلك المنبوذ صاحب المصير المجهول الذي يفقد الهوية ويفقد مقومات الأمن والأمان .. وهو ذلك المطارد المتشرد أينما تواجد في بقاع العالم .. مطلوب في أي مكان في العالم وحتى في عقر دياره ناهيك عن ديار الأعداء .. جماعات وجماعات خرجت من أرحام الظلم وعدم الإنصاف  .. وأبت أنفسها أن تركع في إذلال .. وبعد ذلك تناسلت الموبقات من أصلاب الحسنات .. حين انحرف البعض من هؤلاء عن جادة الصواب .. وابتعد رويدا ورويداَ عن الطريق السليم ..  فالبعض منهم يرتكب الحماقات بدرجات الجنون .. ويقوم بأعمال إرهابية غير عاقلة .. تلك الأعمال التي تشوه صورة الإسلام تشويها عظيماَ .. ويظلم الإسلام ظلماً كبيراَ وهو يظن الدفاع عن الإسلام !! .. ويأتي بمنكرات الأفعال والأعمال والأقوال تلك التي تناقض أساسيات العقيدة .. والعقل والمنطق قد يتفق ويعذر ذلك الرافض الثائر في أسباب نشوء الإرهاب الأساسية .. ولكنه لا يتفق ولا يؤازره إطلاقاَ في تلك الممارسات الهمجية القبيحة .. لأن تلك الأفعال لها ردود أفعال أضرارها أكثر من منافعها .. كما تظهر المسلمين في صورة الضعفاء المهزومين .. وتلك الصورة هي التي أجبرت تلك الحرة أن تنزع حجابها خوفاَ ووجلاَ من إرهاصات الظلم  .. وأن تكون مهزومة رهينة الآخرين بدلاَ من أن تكون سيدة الأمان في الأرض !! .. وهنا نرفع الأكف لله خاشعين ونسأل رب العرش العظيم أن يعز الإسلام والمسلمين .. وأن يخزي كيد هؤلاء الذين كانوا سبباَ في تفشي ظاهرة الإرهاب في العالم .. كما نسأل الله العلي القدير أن يهدي جادة الصواب لهؤلاء المغلوبين على أمورهم الذين رفضوا وأبوا الإذلال والخضوع لشرع الغاب .. ثم نالوا تلك ألقاب بالإرهاب حين خرجوا مرغمين تحت سياط الظلم والإجحاف . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 177 مشاهدة
نشرت فى 18 ديسمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,762