بسم الله الرحمن الرحيم
الأسمــاء والجــدل العجيـب !!
لا تتوهم فالأسماء تفتقد شروط التداول .. فهي تلك المتوفرة في أرفف الأسواق دون شروط تقيد المشتري .. وتلك الشروط الفالتة تمكن كل من هب ودب أن يتناول الاسم كيف يشاء !! .. وليست الأسماء كلها تليق بأصحابها .. فقد تكون واجهات الأسماء أجمل من واجهات أصحابها !! .. فنجد الاسم يوحي بالروعة والجمال والشنة والرنة حين يذكر في غياب الصاحب .. وحين يرد الصاحب نجد الاسم في واد والصاحب في واد آخر .. ليقع اللوم والعتاب على أهل أخفقوا في الاختيار !! .. وبالعكس فهنالك من الأسماء المعيبة المنفـرة التي تمثل الغطاء الظالم لواجهات من الرزانة والحسن والجمال .. وتلك شائبة أخرى توقع اللوم والعتاب على أهل أخفقوا في الاختيار .. والناظر المتعمق يلاحظ التناقض العجيب بين الأسماء وحامليها .. والمجتمعات الإنسانية تعج بتلك الظواهر الفالتة .. فالوالد والوالدة والأهل يحلمون بمولود يحمل مواصفات الاسم .. فإذا ( بالفارس ) لا يكون فارساَ بل يكون جباناَ .. وإذا ( بالعادل ) لا يكون عادلا بل يكون ظالماََ .. وإذا ( بجميل ) لا يكون جميلاَ بل يكون قبيحاَ .. وإذا ( بالوسيم ) لا يكون وسيماً بل يكون دميماَ .. وإذا ( بالأمين ) لا يكون أميناَ بل يكون سارقاَ ولصاَ .. وإذا ( بالعفيف ) لا يكون عفيفاَ بل يكون سفيهاَ .. وهكذا تلك القوائم الطويلة من الأسماء التي تحمل المعاني النبيلة وفي نفس الوقت أصحابها يحملون ألوان التناقض .. والناس قد تعودت أن ترسم في أذهانها الصور الوهمية لمجرد الأسماء في غياب الأصحاب .. وتلك الأسماء الشهيرة في العالم قد تكون لها خاصية جميلة للغاية في أذهان الناس في حالة التعامل مع الأسماء فقط دون الأصحاب .. ولكن حين يتواجد الصاحب في الساحة في يوم من الأيام فإن الصورة تتبدل فوراَ في أذهان الناس .. إيجاباَ أو سلباَ .. لأن أريحية الناس هي التي توجد الصورة الخيالية في الأذهان بالكيفية الاجتهادية .. وتلك الكيفية قد تكون مغايرة جداَ مع الواقع الحقيقي !! .. ومن الطرائف التي تحكى أن ضيفاَ زار قرية من القرى .. وعند وصوله للقرية في المساء وجد أن القرية كلها منزعجة ومشغولة تبحث عن ذلك الصبي المسمى ( تاج المعـز ) والمفقود منذ الصباح .. ومن قبيل المروءة بدأ الضيف الزائر يبحث عن ذلك الصبي المفقود مع أهل القرية .. يسأل الناس عن ( تاج المعز ) في الأرجاء المتفرقة .. وفي الشوارع العامة والأزقة .. وفي التجمعات والمتاجر .. حتى تعب وكلت أقدامه فجلس يستريح قليلاَ .. فإذا بالزغاريد والفرحة تملأ أذنيه وتؤكد بأنه تم العثور على الصبي ( تاج المعز ) .. فأصر الضيف أن يذهب ويشاهد ذلك الصبي المفقود بأم عينه .. فذهب إلى مكان تواجد الصبي وسأل الناس عن شخصية ( تاج المعز ) .. ولما أشير إلى ذلك الصبي الذي كان مفقوداَ .. بدأت الدهشة في ملامح وجهه .. ثم قال ساخراَ : لقد صادفت ذلك الصبي أثناء البحث عشرات المرات في الطرقات .. وما ظننت لحظة أن يكون هـو ( تاج المعز ) !! .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش