بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

لا بـد مـن وقفـة مـع هـادم اللـذات  !!

الأيام تتحول وتتبدل ..  والأجيال تسافر وترحل .. والدنيا مطية تودع الراحلين كما تستقبل القادمين ..  المفارق عنها يشد الرحال وقد يئس وتيقن بضرورة الترحال .. والقادم إليها يحط الرحال متلهفاَ وقد طمع في دوام الحال .. وحين يبزغ فجر الدنيا تطل علامات الإغراء التي توحي بدوام العمر والهناء .. وحين تغرب شمس الدنيا تطل علامات الأثقال من حقائب الامتحان والابتلاء ..  خدعة من الدنيا تراوغ بها هؤلاء وهؤلاء .. والصورة عجيبة حين يطمع الذين سكنوا في مواضع الذين رحلوا .. يتشبثون بالدنيا والدنيا تضحك من غافل يتشبث بالطوق المستحيل .. يتفانون في الجمع والتعمير ذلك المخزون الذي يماثل الزبد المتفاني ..  ولو عقلوا لعمروا الدنيا بما يصلح الأوزان في الآخرة .. ولأفنوا الأعمار في تلك الأعمال الصالحة التي تمكن من بلوغ الغاية العليا .. وهي الجنة في الآخرة  ..  ولما أفنوا الأعمار بغفلة في بناء وتعمير الدنيا بالقصور والقلاع الفارهة .. تلك المباهج التي تعني الزهرة التالفة في الدنيا  ..  والتي سوف يرحلون عنها يوما آجلاَ أم عاجلاَ مجبرين غير مخيرين  .. وحينهاَ تبقى تلك الآثار حسرة تتواجد كالعدم ولا يتواجد بانيها .. ولو أنهم سخروها في خدمة الحسنات كانت أجدى لو كانوا يعقلون  .. ولكنهم في غفلة يستبعدون الموت عن دروب حياتهم وكأنهم سوف يعيشون أبداَ .. يتخطون تلك السيرة مهما كانت من علامات وتحذيرات .. وكأن الموت قدر مكتوب على الآخرين ولا يخصهم من قريب أو بعيد ..  فإذا بالموت يأتي بغتةَ حين يحكم الأجل المحتوم .. وحينها لا مجال ولا إمهال في تصحيح الأوضاع ..  وهم الذين أفنوا الأعمار وقد نسوا يوم الحساب .. تناسوا سيرة الآخرة ثم خاضوا مع الخائضين  .. خدعتهم مغريات الدنيا بفيض من نوازل الأحلام والسراب .. فأقبلوا على الدنيا بشدة وبكل علامات الإعجاب .. فنرى البعض منهم عمر الدنيا بناطحات السحاب .. تلك الشاهقات التي تخاطر الألباب .. ويا ليتهم عمروها بما يوافق السنة والكتاب .. بل في غفلة تطاولوا نحو السماء ولا يحسبون الحساب .. ولو بلغوا في التطاول عنان السماء فهي تلك الأثقال التي تجادل يوم العقاب .. وقد عاقب الله أمماَ من قبل كانت تملك المقدرة في التطاول والبنيان ..  ثم كانت تعصي وتتفاخر بقوة الأسباب .. أمم كانت تنحت الجبال بيوتاَ وتحس بالشدة والقوة والجبروت .. ومع ذلك لم تنفعها تلك القوة والشدة والمقدرة .. كما لم تنفعها تلك الإمكانيات الهائلة .. قوله تعالى :

(    أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 109 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

760,970