بسم الله الرحمن الرحيم
بالتأكيــد ســوف نلتقــي ؟!
شاقة لحظة الافتراق .. وعلقم مذاق الشقاق .. وقاسية ابتعاد الأقدام .. شرخ يباعد الساحلين .. وعلامات تسهد المآقي .. وتلك جسور البين تمط ضعفاَ ووهناَ لتوحي بالانهزام .. ترق وتضعف لتفقد متانة الإخلاص .. والأطياف تفقد الأحجام وتتضاءل في الخيال .. والعطر ذلك العبق يتراجع حافتاَ يتجنب الانتشار .. ينكمش أسفاَ بقسوة الجفاء والانحصار .. والضحكة تفقد الرونق فليست ضحكة الأعماق .. والبسمة تخلو من لمحة الفجر ذلك الجدل الخلاق .. مالي أرى النهر عابساَ والأسارير تفقد بشاشة الترحاب .. نهر يفقد ملامح المودة ويفقد سيرة الماضي عند الاقتراب .. ومالي أرى البدر يرحل صامتاَ يخالف العهد دون حق الاحتكام .. ومالي أرى السحاب يتراجع عائداَ دون أمطار تطيب خواطر الأسقام .. ومالي أرى الكروان يهاجر مغاضباَ يرتاد ساحلاَ غير ساحل الأحلام .. تخاذلت عني مواسم الأعياد فلا ربيع يراقص القلب فرحاَ ويطرب الوجدان .. وتلك ساحة الروض خالية تشتكي من ندرة البهجة والألوان .. وأسأل نفسي في حيرة عن عثرة كانت سبباَ في نفرة الخلان .. فأجد الحرف مني طرفاَ مرادفاَ لزلة من زلل اللسان .. ذلك الحرف الذي كان مبذولاَ لترضية تعني فضائل الإحسان .. والقلب قد تعود عنهم سماحة العفو والغفران .. تماديت في مزح عشماَ في واحة عودتنا الراحة بعد عناء الرمضاء .. واحة تجلب الراحة لأنفس تحلم العمر لتكونَ في ظلال الفيحاء .. وكثرة المحاسن والوفاء أغرت قلباَ يطمع في مزيد العطاء .. وذلك الطفل المدلل حين يأخذ ما يريد ينسى أن العطاء يتخطى حدود الرجاء .. فيظن أن الوافر عليه حقاَ واجباَ وينسى أنه من كرم الكرماء .. وشقاق البين يتسع يوماَ بعد يوم فكيف نحد من طوفان الجفاء .. فلا بد أن نلتقي في صفاء يعيد عروة الود والوفاء .. والظل لا يكون بغير جسم والجسم لا يكون بغير ظل إذا عادت شروط الأضواء .. حينها نجدد عهداَ كان عيداَ تحدثت به ألسن الظرفاء .. ولا يعقل أن نطوي كتاباَ فيه محاسن الوفاء وسيرة السماحة والخيلاء .. فسوف نلتقي من جديد في جولة تعني التخطي والقفز فوق مكامن الداء .. عندها سوف ننسى ونتناسى سحابة صيف عتمت صفحة المرآة ذات يوم ثم ولت بالتلاشي والانتهاء .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش