بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أنصفوا ولا تنكروا صـولات الخواطــر   !!

أجرموا حين أنكروا الإسهاب في الأحلام .. وتجاهلوا مقدار اللوعة في الفؤاد .. زلزلة تناسوا وبالها وقد أهلكت العمق والوجدان  ..  ولو أصدقت الأضلع وأنصفت لأظهرت الرجفة للعيان .. ولكن ذاك هو الحياء ينادي ليمثل الجدار والدثار .. حيلة تجبر المظهر ليمتطي الاتزان والوقار .. والعين تخفي خلف جدارها ما لا تطاق من الأحوال  .. ترائي بمظهر البراءة وكم يشتكي عمقها من سطوة الأنواء .. قوة طاغية تدمر الصبر والسلوان  .. وتفور في الوجدان نوازع كخلية البركان .. مرجل يغلي لتنذر بالحمم والكتل من شواظ النار .. وقد تجردوا ضميراَ حين أنكروا الأحلام !! .. وتلك سنن الخلائق حين تحكم في غياب التيقن من دوافع الأسقام .. حيث تحكم بموجب المظاهر في غياب الحكمة والبرهان .. فكم من طارق يطرق الطرقات مجرداَ بالعين وعقله غارق في التوهان ..  الجسم في واد والقلب في واد وهو ينازع الأشجان ..  يمتطي الخيال وقد أيقن أن الحقيقة تستحيل في عالم الإنسان .. يشاك في سلامة عقله وألسن الناس تناله بالزور والبهتان .. فلا تشفق عليه لحظةَ ولكن تناله بكثرة الطعنات والصفعات .. وقد يكنى بذلك المخبول فاقد الذهن والميزان .. هي الناس كذلك وقد تعودت أن تحكم على الغير بالمظاهر وبفرية البيان  .. كما تعودت أن تبذل الهمس والغمز والقتل بألوان الرماح والسهام  .. لتوجد مظلوماَ حائراَ يشتكي من جور الظلام .. والويل له حين ينادي مجاهراَ كما أن الويل له حين يتعامل بالكتمان .. فيا أيها الحصيف يا من تدعي الكمال في العقل والحسبان  .. كم مقدار ذلك الحرف حين ينازع عند أطراف اللسان  ؟؟ .. ذلك الحرف المراوغ الذي يتحايل به المظلوم لتضليل المقاصد والبيان .. وهو يبذل الحرف سياجاَ تحجب خلفها أسرار الوجدان  .. يرائي به الناس حتى يتفادى أن تطال مكامن الأسرار  .. يخفي المخاطر عالياَ ليوجد البعيد المستحيل عن الأعين والغيلان  .. ذلك السر المقدس الخامد القابع في سجون الوجدان  !!.. والمقصد من ذلك أن يباعد بالحرف أعيناَ تراقب سواحل الحملان والغزلان  .. يتوارى خلف أسوار الحروف لينفرد بعوالم الحسن والإحسان .. ولكن حين تحكم الناس على الحرف فإنما تحكم زوراَ وجوراَ لمجرد أوزار اللسان .. ولا تدري بأنها كلمات تقال خارج سياج القلب لتوحي بالجنون والمس بالشيطان .. فيقع اللوم من الناس بشائبة تؤكد أن الإنكار مجرد رمح يطعن الأحلام بغير دليل وبرهان .. والصواب أيها الحصيف أن تترك الملائكة طليقة في سواحلها تنال الآمال والأحلام .. فهي تلك النبيلة الحرة التي لا تحمل في جوفها غير المودة والسلام  .. وأيديها تلك النظيفة الخالية من ثمار الوباء وموبقات الأحزان .. وصاحب المخاطر النبيلة تظلمه الناس دوماَ ليكنى بذلك المجنون فاقد الإدراك والاتزان ..  ولو جاء الحكم منهم عدلاَ وإنصافا فإن عقله يوازي عبقرية الإنسان .. عقل يتعدى سواحل البديهيات ليفوق المدى في القدر والميزان .. والجاهل هو من يعيب عقلاَ يطال المدى فوق عقول الإنس والجان .. ومن سخرية الأقدار أن يصنف العقلاء في خيام الجهلاء والمهابيل .. وأن يصنف المهابيل في خيام العقلاء .. وتلك فرية عكست الحقائق لتوجد عقولاَ عالية ترضخ في سجون المجانين .. كما أوجدت عقولاَ خاوية فارغة تتحكم في الموازين .

ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,293