بسم الله الرحمن الرحيم
أوراق من شجــرة الحــكم ؟..؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قـال :
كم بذلت من عمرك تعمل وتكد لتمـلك جبلاً .. ثم مـلكته فوجدته حجراً .. وغيرك ظل ساكناَ ولم يحرك قدماً .. لعلمه بأن الجبل لم يكن ذهباً بل كان حجراً .. فهو قد امتطى العلم فكان العلم له رشداً .. وأنت امتطيت الجهل والجهل ما زادك إلا كـدرا .. فلو بذلت للعلم ما بذلت للدنيا لزادك الله علما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول القبر لصاحبه : بمقداري وليس بمقدارك أيها الإنسان .. السعة بما لديك من طول وعرض والزيادة ليس في الحسبان .. تلازمك الحواس بغير إفراط حتى ولن تشير بالبنان .. أخذت حقك في الدنيا تروح وتغدو وبأي جنب تنام .. وهنا التـزامك عندي بجنب حتى تقوم للميزان .. وكان الوزن لك في الدنيا الجاه والشأن والأعيان .. ولكن وزنك عندي اليوم العمل الصالح الذي يرجح كفة الميزان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السموات والأرض والجبال علمت أن السلم والسلام في طاعة وخضوع والتزام مطلق لمشيئة الله .. وأبت أن تأخذ أمرها بيدها لحظةَ عندما عرضت عليها الأمانة .. وأشفقت من ذلك .. فهي تلك الأمانة التي حملها الإنسان على جهالة .. حيث الامتثال والقبول لخيار الابتلاء والامتحان ثم الجزاء بالجنة أو العقاب بالنار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشمس هي الشمس .. والهواء هو الهواء .. والإنسان هو الإنسان .. والحواس هي الحواس .. والآجال هي الآجال .. والإقدام للدنيا هو الإقدام .. والخروج من الدنيا هو الخروج .. ومع ذلك فالأهواء ليست هي الأهواء .. والأعمال ليست هي الأعمال .. والطبائع ليست هي الطبائع .. والألوان ليست هي الألوان .. ولكن تبارك الله حيث لا يشغله شأن عن شأن .. وله الآيات في جنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان تفاضلت في الأكل رغم ِأنها في قطع أرض متجاورات ورغم أنها تسقى بماء واحد .. فتبارك الله أحسن الخالقين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك المقادير الكبيرة هبة من الله منسية .. كم يا ترى مقدار الماء الذي يتناوله الإنسان طوال حياته .. وكم يا ترى مقدار الطعام الذي يتمتع به صاحبه في مسار الحياة .. وكم يا ترى مقدار الهواء الذي يتنفسه الإنسان بمعدل العشرات في الدقيقة الواحدة من يوم مولده حتى آخر نفس في حياته ,, وكم يا ترى مقدار التمتع بالسمع والبصر والفؤاد في العشرات من السنين وحتى آخر لحظة من العمر .. وكم وكم من نعم الله يأخذها الإنسان فإفراط ثم لا يحمد الله عليها بالشكر والعرفان .. وحتى أنه لا يلتزم صمتاً ولكنه لا يزال يشتكي بضيق الحال بجحود ونكران .. ذلك الإنسان الذي يسب حظه ينسى أنه في الرحم تفوق على مليون خلية كانت تأمل الحياة مثله ولكنها لم تتوفق ليكون هو الرهان .. وسبحان الله ( هذا الإنسان ما أكثره جدلاً ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرشوة تفقد الهيبة .. وتسقط المقام .. وتكسر العين .. فلو أقسم الراشي للمرتشي أو لو أقسم المرتشي للراشي فذاك قسم لقلوب تلبس الشك في الذمة .. والنيل الذي يناله الراشي كسب تماثل قيمته النتانة للرمة .. والنيل الذي يناله المرتشي إنما يمثل شرفاً وكرامة تلوثت تحت مداس الدناءة والمذلة .. ولذا كان الحكم من الله للراشي وللمرتشي السقوط في بؤرة الجمـرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولمن يتذوقون طلاسم المعاني :
قال : ( سوف يكون اللقاء بكم فوراً ) .. فأقام الشك حول ( الميم ) هل الميم للتفخيم أم الميم للجماعة ؟؟!! .. ثم قال : ( والمراد من اللقاء هو جمال وحسـن ) .. فزاد الشك هل المراد هي الأسماء أم المعاني ؟؟!! .. ثم قال : ( حتى نزيل سداً يحجب ذات البين ) .. فكان السؤال : أهو ذاك السد من طين وتراب ؟؟!! أم هو السد الذي يحجب بالصدود وبالخراب ؟؟!! ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش