بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نحــن نــزرع وهــم يحصــدون    !!

خيرات الضعفاء دائماً تنتهك وترحل للأقوياء  .. حيث ينالونها دون جهد أو عناء  .. والتعب والجهد المبذول في مزارع الشمس والفقراء لا تكون لأهلها الفقراء  ..  فهي في النهاية تكون لراحة وتنعم أهل الظل والظلال ..   والدموع المسكوبة في الخدمات والإنتاج والإيجاد ترحل للآخرين ليكون نفعها للسعداء  .. وحتى تلك الهبات الربانية التي تبذلها الأرض في بلادنا ليلاَ ونهاراً من أعماقها وجوفها فإن ريها وعوائدها ترحل بكاملها لخزائن الأعداء .. وهنالك تأخذ دورتها ومفعولها لإنعاش عجلات الاقتصاد في تلك البلاد البعيدة   .. فتمثل نبعاً كريماً متدفقاً في تمويل مشاريعهم التنموية .. كما تمثل سنداَ قوياَ في تحريك مصانعهم لتدور الأربعة والعشرون ساعة ..  تلك المصانع التي تستمد طاقتها الأساسية من الهبات المتوفرة المتدفقة التي تمثل التمويل الدائم .. بغير مقابل وذلك لهبالة الجهلاء ولغباء الأغنياء .. وهي من الطبيعي أن تدور في الصالح والطالح .. تدور لمصلحة أهلها كما تدور لترتد بالمهلكات لأهل الخيرات أنفسهم   .. فمن مهام تلك العجلات الدائرة في ساحاتهم أن تصنع أدوات ومعدات الموت والدمار .. والطامة الكبرى عندما تجري الأمور بسيرة تناقضية محيرة بين أطراف ذكية للغاية وبين أطراف غبية للغاية .. فمن المواقف التي تجلب السخرية أننا نقوم ببلاهة وغفلة بتمويل وتمديد تلك المصانع بالأموال الاحتياطية الضرورية الضخمة بطريقة غير مباشرة  .. تلك الأموال الفائضة المتحركة التي تدعم وتمكن تلك المصانع من الاستمرار في التدوير والإنتاج .. ثم نسارع بسخاء شديد لشراء منتجات تلك المصانع !! .. معادلة غبية محيرة من أغبى معادلات التداول المالي في عالم اليوم .. والمحصلة أننا نمول الإنتاج والتكاليف ثم نشتري المنتج .. ولا نضع في الاعتبار الحق المالي الضخم في التمويل .. حيث الفوائد المالية التي تجب !! .. فقط نوفر في ساحاتهم المقدرات التمويلية الضخمة الراكدة الجامدة المخزونة لديهم بدون شروط التداول  ..  وتلك الحقيقة تؤكد بأننا نقوم بالإنتاج والتصنيع بجهد أموالنا وتمويلنا .. ثم نشتري المنتج بأغلى الأسعار .. وبأخطر أنواع الشروط .. وخاصة إذا كان المنتج هو ذلك السلاح المدمر .. وفي كل الأحول نحن نحصد مرارة المخاطر عند التمويل .. ونحصد مرارة المذلة عند الشراء ..  والأمر بحق وحقيقة عجيب ومحير للألباب !!  .. فخيرات بلادنا وعائداتها تتدفق إليهم كالسيل منسابة بصفة دائمة متواصلة  !! .. في الوقت الذي فيه وابل الموت والدمار والخراب والفساد والمفسدة والحرب والحروب منهم نازلة إلينـا كالشظايا الحارقة   !!  .. ولم يكن يوماَ منهم الجزاء من جنس أعمالنا وأفضالنا   .. ونحن في غفلة وقلة عقول نصنع الموت بأنفسنا لأنفسنا  .. ونقتل الذات بجهد الذات حماقةً وشغفاَ  .. ثم تجري فينا سيرة المهانة والإذلال .. فهم يجازون تلك الأيدي التي تمدهم بالأموال الطائلة  بالمزيد من الإهانات والإذلال .. ويوماً بعد يوم تتراكم أرصدة خيراتنا في خزائنهم لتفيض وتسيل وتضيق بها السعات والساحات .. وهم بخبث الأذكياء الأشداء يتحايلون ليستغلوها في الخير والشر .. حيث تلك الأموال السائبة المبذولة في غفلة الأصحاب البلهاء .. ولكن لا تستقر الأحوال دائماَ بنفس المنوال ..  فمن وقت لآخر تدخل اقتصاديات العالم في ضائقات تشارف الهلاك .. كما تحدث الكوارث الطبيعية الكبيرة وتنتشر الأوبئة والأمراض الفتاكة ..  وعندها نرى تلك المليارات من الأموال الهاملة المسلوبة المنهوبة قد تبخرت وكأنها لم تكن .. لتمثل الحسرة والندامة على أهلها أهل الأطماع .. والأعداء الخبثاء حين تتعسر الأحوال بفعل الأقدار يستولون على تلك المدخرات .. ويسلبونها غصباَ وعنوة لتغطية البلايا في بلادهم .. ثم يبررون ذلك الاستيلاء  والنهب والسلب بغير حق بأنه حلال يجوز بمقتضيات العسرة والكساد المالي الاقتصادي العالمي  ..  دون أن يتواجد في الساحات من يملك الجرأة بالسؤال عن تلك المليارات الضائعة هدراً وسداً .. تلك الجرأة التي تتوفر في ساحات الضعفاء والمغلوبين على أمرهم .. هؤلاء الذين يشكلون الغالبية العظمى من أهل الخيرات .. والذين يعيشون في الدرك الأسفل من ظروف الحياة ..  ويعانون الويلات والحسرات .. وإذا اشتكوا أو بكوا نالوا أشد العقوبات .. هؤلاء الأبرياء الذين لا يتذوقون خيرات بلادهم الوافرة في حياتهم الدنيوية   .. وقد يجدونها في الآخرة ثواباً ..  حيث العدالة الربانية التي تقتضي القصاص من الظالمين الغاصبين .. وحين تنهار وتسقط سقوف الاقتصاد في العالم فإن السقوط يكنس تلك الخيرات البخيلة المكدسة في خزائن الأعداء  .. لتضيع تلك المليارات من الأموال هدراَ تحت ركام الانتقام الرباني العادل .. وتغوص تلك الخيرات الكبيرة لتبتلعها بواطن الأرض  .. وعندها تقع الحكمة العجيبة حيث الأرض التي تخرج منها تلك الخيرات ثم إليها تعود  .. ولا تنام أعين الأقدار أبداً . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 153 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,985