بسم الله الرحمن الرحيم
الســر العجيــب ؟؟!
كم من راحل قد يعد ويشير بحزم وجزم بأنه سوف يعود بالخبر اليقين .. ولكنه لا يعود أبداَ ولا يفي بالعهود .. ولا يشير بتلك الأسرار .. بل هو في حيرة يختفي خلف تلك السياج دون الإيفاء بتعهداته .. يترك خلفه أنفساَ متلهفة تترقب بشغف معرفة الحقيقة .. يمضي ذلك الواعد في سبيله وينسى وعوده وجزمه وحزمه دون أن يخاف لومة لائم .. ويكون الصمت مطبقاَ عجيباَ خلف تلك السياج .. صمت لا يتنازل لحظةً .. ولا يكل ولا يمل ولا يبوح بحرف .. وكل من يتواجد حياَ يغلبه حب الاستطلاع لمعرفة أسرار ما خلف السياج .. والذين ينتظرون لحظاتهم يدركون جيداَ بأنهم سوف يلتقون بمعية تلك الأسرار يوماَ .. ولكن الشغف والتلهف وحب المعرفة يلح في النفوس لمعرفة تلك الأسرار قبل اللحاق بها .. ثم بمجرد أن يتخطوا تلك السياج ويدخلون في عالم الأسرار فإنهم يختفون في أبدية عجيبة .. وينسون الآخرين الذين ينتظرون تلك الوعود منهم .. وهم الذين كانوا يجزمون بالإتيان بها قبل الذهاب .. تلك الوعود التي ينتظرها كل من يتواجد قبل الالتحاق بالسياج .. يختفون بعد أن يتركوا خلفهم ألفاً وألفاً من علامات الاستفهام .. فأي سر يتوفر خلف تلك السياج ؟!! .. ولما الأسرار عميقة بتلك القسوة .. والكل يقول في نفسه يا ليت أحدهم عاد يوماَ ليخبر شيئاَ عن أسرار ما وراء تلك السياج .. فما هي يا ترى تلك الأسرار ؟؟ .. فهل هي رحمات ونعم تتوفر أم هي عذاب ومحن تتوقد ؟؟ .. هل هناك حياة تتواجد بكيفية خاصة تعني الذات والحواس حيث العين والسمع والبصر والنظر والكلام والأخذ والرد والكينونة ؟؟ .. هل يلتقون بالأولين الذين سبقوا والقادمين الذين لحقوا ؟؟ .. هل يتواصلون مع البعض بكيفية ما ؟؟ .. هل يترقبون أحوال من لم يلتحقوا بالسياج ؟؟ ..هل يشاهدون الجمع عندما يقدمون إليهم بقادم جديد ؟؟ .. وهل يشاهدون مراسيم الدفن ؟؟ .. وهل يسمعون كلام الأحياء في ساحاتهم وغير ساحاتهم ؟؟ .. وهل يستقبلون القادم الجديد لديهم ؟؟ .. وكيف يستقبلونه ؟؟ .. وهل يهتمون بأمور مجريات الأحداث في هذه الدنيا ؟؟ .. أم هناك ( تواجد ) بكيفية توازي عدماَ بقياس فوق فهم العقول والألباب ؟؟ .. أم هناك ( تواجد ) بكيفية تخالف مواصفات العقل في الحيثيات والظنون والتخيلات ؟؟ .. أم هناك مرحلة ( عدم ) تعني الاختفاء كلياَ بصورة تماثل تماماَ الحالة الأولى حيث عدم التواجد قبل الخليقة ؟؟ .. وذلك لحين صدور أمر جديد بالتواجد من جديد عندما تحين الساعة ؟؟ .. كلها علامات استفهام ترد في الأذهان .. تلك الأذهان التي حجبت عنها الملامح من كل الجوانب !! .. ولذلك فالنفوس قبل مراحل السياج دائماَ تتوق وتتمنى لو أن أحداَ من الراحلين لخلف السياج عاد يوماَ وقدم القليل من المعطيات والتلميحات !! .. تلك الأذهان الحائرة التي تواجدت منذ خلق آدم عليه أفضل السلام وهي تجهل الحقائق ما خلف السياج .. ولا تعرف عن الحقائق شيئاَ حتى ترحل لساحة الحقائق !! .. والأمر كذلك لكل من يتواجد حياَ حتى قيام الساعة وهو يتمنى معرفة تلك الأسرار بشغف كبير .. والسر عجيب وعميق بذلك القدر العظيم الكبير .. ذلك السر الذي يبتعد كثيراَ عن التكهنات والاجتهادات والإرهاصات .. وسبحان الله رب العرش العظيم عالم الغيب والأسرار .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش