بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم
النهايات تحق الحق وتزهـق الباطـل  !

الأحداث العنيفة التي تزلزل الأرض تحت الأقدام حال وقوعها .. تأتي عليها أزمان لتكون بحجمها الطبيعي الصحيح ..  وتدخل في مسميات فوارغ الأمور التي أشغلت أذهان الناس في يوم من الأيام بغير قيمة أو جدوى .. والأحداث هي سيدة ساحاتها وأزمانها فتنتفخ كالبالونة المملوء بالهواء الذي يماثل الفراغ  .. ثم تنكمش فيما بعد لتكون من مضحكات الأمور في مسارات التاريخ  .. وللأحداث أهلها من المنتفعين وأهلها من الضحايا .. فهناك الباكون وهناك الضاحكون ..  وتلك الأحداث قد تتسبب في فقدان الآلاف من الأرواح البريئة والممتلكات وتعطيل مصالح البلاد .. وتظهر في حينها كأنها هي الكبيرة الأبدية القائمة إلى قيام الساعة .. ولكن لكل زمن أحداثه ومتطلباته  .. وسنة الأحداث أن تجري فوقها مجرفة الزمن لينتهي أمرها ذات يوم وكأنها لم تكن .. وفي نهاية المطاف فإن مصير الأحدث يماثل مادة الإنتاج التي تفقد صلاحية الاستهلاك بتقادم التاريخ  ..  لتكون يوماَ مجرد عنوان كبير لأحداث جرت ذات يوم .. وتبقى السيرة ضمن الماضي في صورة ملامح مندثرة الآثار   .. وتكون مجرد شبح ضمن أشباح أضابير المنسيات .. تفقد قوتها وآثارها النفسية التي أزعجت العالم في يوم من الأيام .. وقد تلوكها الألسن من قبيل الذكريات المنسية البغيضة .. والأعجب إذا بقي أحد من صانعي ومشاركي تلك الأحداث حياَ فيما بعد ثم نظر إلى نفسه من خارج إطار الزمن الذي فقد مفعوله وأصبح ماضياَ فإنه يضحك ويسخر من الكثير من مواقفه المتشددة الذاتية حال الأحداث ذات يوم في الماضي  .. ويقول في نفسه كم كنت أحمقاَ وغبياَ بالتمسك المفرط في اعتقادات وخطوات وممارسات كنت أظنها صواباً وهي كانت خاطئة .. ثم يكتشف أن الأولويات التي كان يظن أنها ضرورية ولازمة في ذلك الوقت لم تكن كذلك  .. والاعتقادات التي كان يحارب من أجلها وكان يظن أنها إن لم تقع سوف ينهار العالم بأسبابها هي كذلك ليست بذلك القدر في معيار الخوف .. وهي قد تكون خاطئة مائة في المائة .. فالأحداث هي سيدة ساحاتها وأوقاتها ..  وهي حين تقع تأخذ صوراَ وأحجاماَ مبالغةَ فيها كثيراَ ..  واكبر الخاسرين في مسارات الأحداث هم هؤلاء الحمقى الذين يتعمدون في تزييف الحقائق عند وقوع الأحداث .. ويجتهدون الليل والنهار في تضليل العالم لإظهار أن الباطل هو الصواب .. وأن الحق هو الضلال ..  فهؤلاء الحمقى هم أكثر الناس تساقطاَ في السيرة والمقام في مجريات ومصنفات التاريخ .. وهم درجات في معدلات التفكير الهابط ودرجات في قيمة الأخلاقيات المتوفرة في مستودعاتهم الذهنية .. وحتى في حالات التحايل بالنفاق لإثبات الباطل يسقط  البعض بقلة المنطق  .. واللص الذي يسرق ثم يتفاخر ويقر بأن مهارته في سرقة الآخرين تمكنه من تحدي الآخرين أفضل مليون مرة من ذلك اللص الخسيس الذي يدخل بالشباك بنية التعدي والسرقة ثم يتواجد في موضع الجريمة ويدعي بأن الشباك الذي دخل منه هو الباب الشرعي  ..  ويجتهد بكل ما يملك ليثبت للعالم بأن شباك الاعتداء هو الذي يمثل المسار الصحيح .. وهنا نحس بالجدل الذي يستخف بعقول العالم .. وتلك الصورة أصحبت شائعة في الكثير من الأحداث التي تجري اليوم في مختلف مواقع الأمة .. حيث مبررات الاجتهاد لتثبيت الباطل ليكون هو سيد الساحة .. والتعدي على الشرعية بخطوات جريئة سافرة لفرض نوع من سطوة الأمر الواقع ..  ثم الاجتهاد بكثافة  لتبرير جرائم التعدي السافرة .. ولكن في النهاية يخدعون أنفسهم فلو جلسوا مليون عاماَ يشرحون للعالم بأنهم قدموا من الشباك الخلفي رغم تواجد الباب الشرعي للضرورة فلن يصيبوا عاقلاً واحدا في العالم يصدق روايتهم  ..  بل يظل الشباك الخلفي الذي أتوا منه علامة عار وخزي لا تفارق سيرتهم أبداَ حتى قيام الساعة  .. وسيرتهم هي تلك السوداء الكالحة التي تسود وجوههم في الحاضر وفي عرف التاريخ في المستقبل  .. وكان الأجدر بهؤلاء أن يمتطوا نوعاَ من عدة الرجولة والشجاعة ليقولوا للناس صراحة بأنهم تمكنوا من الساحة في غفلة الآخرين حين عجزوا أن ينالوها بالضوابط السليمة .. وهم بذلك على الأقل في موازنة ذلك اللص الشريف الذي يتفاخر بأنه يملك المهارات التي تمكنه من سلب الآخرين .. بدلاَ من تلك المهازل الغبية في التبريرات والحجج الواهية الساقطة لإيجاد شرعية لخطوة مخذية وفاضحة .. وهي خطوة التعدي بالشباك الخلفي ..  فهم لا يشرفون أنفسهم بتلك الخطوة ولا يشرفون من يساندهم .. والذي يساند أمثالهم لا يخلو من بوائق الشك و الريب .. لأن الذي يقف مع الباطل لقتل الحق هو بالتأكيد في زمرة الشياطين .. وتلك حججهم ما زالت تلطخ سيرتهم بطلاء السواد .. وتسجل مأخذاَ عليهم وعلى مقاماتهم دون أن تحدث خدشاَ أو أثراَ في نقاء وصفاء المغضوب عليهم كما يزعمون  ..  وهم يفتقدون أدنى صفات النخوة الفاضلة والرجولة في الأنفس .. ولذلك فإن الأحداث التي تجري اليوم والتي يظن البعض بأنها كبيرة بذلك القدر ومهيمنة ومؤثرة فهي ليست كذلك في جوهرها ووزنها  بل تدخل في مسميات الأحداث الدونية التي تليق بالأقزام .. لأن مسارح الساحات تعج بالفاشلين الذين يفقدون المقامات والأوزان ..  والتاريخ يوماَ سوف يكتسي خجلاَ عند تناول سيرة هؤلاء الحمقى  .. وهو ذلك التاريخ الذي تعود أن يتناول سيرة الكبار الذين يستحقون الوقفة .. ولكن هنا أزمان المهازل حيث تعد الكلاب في جملة الفرسان .. وحيث غياب الأسود من الساحات لتتواجد القرود لتكون هي الرائدة وتكون لها الكلمة .. وقد هزئت المقامات والمواقف .. وأخيراَ نغسل الأيدي مليون مرة من روائح السيرة النتنة حيث أنها تناولت سيرة أنفس لا تستحق اللمس والمخاطبة فهي ملطخة بالأدران والأنجاس .  

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 143 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

802,118