بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

(   حـــروف مـــن ذهـــب  )

متـى تتوقف سحب الوفـاء عن الرحيـل  ؟؟

يا رائد الحسن والخصال متى تمطرني سحابة العفو  ؟..  لأنال براءة الأبرياء والإبراء والسماح  ..  َ بعدها تكون لنا كرنفالات العز وصفاء اللقاء .. لحظات برفقة الود دون خطب جلل يحجب الوفاء  ..  فلا نهدر الأوقات سداَ في حسابات تعشق اللوم وتجيد جرد الماضي والمستودعات  .. وتلك مشاهد الحزن تتمثل عندما تتوارى بهجة الأزهار من باحات الأنظار ..  والسعادة ترحل عنا حسيساَ في غفلة لتختفي في مصبات العدم ..  نراها تتلاشى رويداَ كالسحب البخيلة التي تمر بمزنها دون أن تمطر برحمة .. ودون أن تترفق بقلوب تشتكي الهضم والجور  ..  ابتعاداَ ظالماَ في طيه علامات الجفاء وقلة الوفاء .. ثم في طيه نغمات القيل والقال في الخفاء .. تلك الإشارات التي تلمح بأن الشن لا يوافق الغطاء .. ولعمري ذاك خيانة عظمى كبيرة طاعنة في معاني الوفاء .. والعين تسكب الدمع حسرةَ وندامة على ثمرات من الحسن والجمال تتساقط خارج قضبان السجين الممنوع  .. ويد السجين تمتد طامعاَ لتتناول تلك الثمرات ثم تخشى من ويلات الزجر والصدود   .. فيكتفي السجين بالنظرات الهائمة العميقة لتلك المحاسن الذائبة كالثلوج المنتحرة حتى الانتهاء بالتلاشي والتفاني .. آن الوقت لنتوقف عند ذاك الحد  ..  فكفانا السير في سواحل الأحزان ..  حيث مرارة الحال والأحوال  .. دعنا نتخطى تلك السياج التي تمنع وتحد من سماحة العفو والغفران  ..  ولا نتعمد الوقوف تحت السقوف الآيلة للسقوط .. لنقول حينها يا ليتنا وقفنا نستند الوفاء إخلاصاَ وتسامحاَ ..  ونحن نشاهد تلك الأيام التي ترحل عنا وهي تأخذ معها عنفوان السعادة والهناء .. تلك السعادة التي أبت أن تمطر في سماء الساحلين ..  وهي الأمنية الكبيرة الضائعة التي ترجوها النفوس .. وهي التي تمثل تلك المعاني السامية العالية العزيزة عزة العيون  ..  يفقدها ذات البين مجاراةَ لكبرياء في ذوات الأنفس ..  تمر الشهور والأيام ونحن نجتاز ينابيع الزلال عطشى كالهيم نشرب الندم ولا نرتوي  .. ونتفادى عناداَ الدخول في سعادة الجنان .. ذلك العناد الذي يجلب الشقاء والموت .. ثم نشرب كؤوس الندامة والحسرة على ما فرطنا من لحظات كم كان فيها السعادة   ..  وكم نشتاق للبعض َثم نغض الطرف تعمداَ ونمر بسواحل الجنان دون أن ندخلها  .. نراها من بعيد خلسةَ ثم ندعي بأنها من السراب .. وذاك ربيع الأعمار قاطرته بدأت تأخذ الخطوات .. وتلك علامة تنكرها الأنفس ولا تتذوق طعمها .. وسوف يأتي ذلك اليوم الذي فيه تختفي مؤخرة القاطرة عن الأنظار .. تاركة خلفها غباراَ من الضياع  في محطة تتسم بالفراغ .. يجلس عندها هيكل إنسان في يده كأس الندامة .. راحل لم يشرب الكأس في حينها .. ومقيم يشتكي من مرارة المذاق  !! .. حينها تكون الحواس قد فقدت محاسنها .. وتشتكي الأنفس من تعرية الأزمان بالتآكل .. مرحلة تماثل عرجون عنب غض أخذ كفايته من مراحل النماء والجمال والنضارة و الروعة واللوعة ثم تراجعت خطواته حتى أصبح ذلك العرجون القديم ..  ذلك العرجون الذي ينفع للذكريات وينفع لسيرة الماضي .. فلماذا نرتاد مسار الموت ونحن نعلم العواقب ؟؟ .. ولماذا بأيدينا نطمس مواضع الجمال في اللوحة الرائعة ؟ !! .. ثم نوجد العيوب فيها تعمداَ ؟ .. والحكمة تقتضي أن نتعجل تناول الكأس قبل أن تستفحل عيوبها .. ونتعجل في قطف ثمرات الربيع قبل أن تتلفها رياح الشتاء والصيف .. قلت قولي ذاك وعلمي بأن السلة بقيت فيها القليل من المفيد السعيد .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 224 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

800,644