بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحقيقة كالشمـس إن رضيـنا أم أبيــنا   ؟؟

لا تهدر اللوم فينا سداَ ..  فإننا نغمض العيون تعمداَ حتى نتفادى رؤية ( الحقيقة ) ..  ثم نجتاز بالتحايل سواحل الحقائق لنتفادى ويلات الدموع والأنات والآهات ..  وذلك التحايل لا يغني عنا مشقة السير فوق جمرات النار حفاة ..  ورغم أن تلك ( الحقائق ) هي الماثلة مثل قرص الشمس في وضح النهار إلا أننا ندعي بأنها من رسم الخيال .. نراها متجسدةَ طولاَ وعرضاَ ووزناَ ثم نحسبها من الأوهام   ..  ونقول عنها بإصرار هي شبح يفقد الأبعاد والألوان والأوزان والأصوات ..  ونجتهد مثل نحلة تتسلق الأزهار بمهارة طوال اليوم غير مكتفية بقليل يعني القناعة .. ثم نكافح  بغير جدوى لإقناع الأنفس بأن المتوفر أمام العيون إنما هو قبس من السراب والضباب .. وتلك حجج نوجدها تعمداَ حتى لا تكون ( الحقيقة )  هي الحقيقة .. رغم أنها هي( الحقيقة ) الأكيدة .. نخدع الذات بغشاوة مصطنعة مع العلم يقيناَ بأن ذلك من سابع المستحيل ..   ويخال لنا أن إنكار الجروح والدماء قد يذهب الآلام .. وأن إدعاء الموت دون موت هو جدل يعني الخلاص  .. والأمنيات في الأعماق أن تتحول تلك ( الحقائق ) فجأة إلى أضغاث أحلام في منام .. لتفيق منها الأنفس ذات يوم منتشية بنعمة التخلص والخلاص والنسيان .. ثم ترقص القلوب حينها طرباَ وفرحاَ .. ولكن هيهات هيهات فتلك الأنامل ما زالت تلامس أكيدةَ صفحات ( الحقائق ) .. وتجربة الوخز بأطراف الدبوس تؤكد أن الآلام لا تزال قائمة تنبه الدماغ بالإزعاج .. والإفادات تفيد بأن المذيبات لا تذيب الألماس .. مما تبعد كلياَ حيلة الأحلام والكوابيس والنعاس .. مجرد خطوة خائبة لتغطية قرص الشمس بكفة اليد ..  وكفة اليد قد تحجب الشمس عند فتحة العين كلياَ ..  ولكنها لا تنكر جازماَ تواجد الشمس في الكون  ..  ولو تكاتفت الأيدي وتعاونت بالاجتهاد في غربلة الأمور حتى تختفي  ( الحقائق ) من الوجود إلى الأبد .. فإن ( الحقائق ) لا تكون إطلاقاَ ضمن مسقوطات الغربال  ..  لأن فتحات الغربال أقل شأناَ وحجماَ في تمرير تلك ( الحقائق ) بالإسقاط  .. بل أكثر من ذلك فإن المردود يكون قاتلاَ لأن الغربلة تجسد ( الحقيقة ) أشد بروزاَ للأعيان بالقدر الذي لا يقبل الجدل والنقاش .. ومع ذلك فهو ذلك الإنسان الذي يتوهم النباغة والشطارة لتكون هي العدة في إخفاء ( الحقائق ) .. ومن علامات الشطارة لدى الإنسان أن يغمض العينين حتى لا يرى ( الحقيقة ) ثم يحكم بأنه والآخرين يتناصحون ويتناصرون في ساحات الأكذوبة  !! .. ليدخل ذلك ضمن قياسات الغباء في الإنسان  .. ( فالحقيقة ) مثل ضوء الشمعة لا يقدر على إطفائه كل ظلام الكون رغم البون الشاسع في الحجم والمقدار .. فالثوابت هي الثوابت والحقائق هي الحقائق  .. ومهما كانت الإدعاءات فالنهايات تدور في مدار حول شموس ( الحقيقة ) .. ولكن في النهاية المحك هو الذي يلازم ساحاتنا عندما نوجدها ظلاماَ وقتاماَ ومكراَ ونفاقاَ رغم أضواء ( الحقيقة  ) !!؟؟. وتلك الساحات العديدة تعج بالأكاذيب التي تجتهد في تغطية أنوار ( الحقائق ) بطلاء الزيف والنفاق .. وكلها زوابع ورعود بأوزان السراب والضباب تجري في بوتقة فنجان في المقدار والشأن  .. وأمطار الكذب والنفاق تلك التي تجتهد في غسيل ( الحقائق )  لا تمطر في منطقة بعينها لتشار إليها بالبنان  .. ولكنها تمطر في غالبية من مناطق أهل المعية  .. واللوم ما زال قائماَ على أمم تتفادى ( الحقائق ) ثم تشتكي من واقع الأحوال ..  وهناك عجلات التقدم فيها تتدحرج بوتيرة مخزية نحو القاع  . فيا أسفاَ على أحوال تدنت حين تعمدت الناس في دوس  ( الحقائق ) تحت الأقدام  في الأوحال .

ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,506