بسم الله الرحمن الرحيم
أسـواق الكساد والإفـلاس !
بنيت بيتاَ دون سقف أو جدار ليكون بيتي في شفا الأنهار
وخدعت نفسي بالأماني ليضيع عمري فـي هوى الأسرار
تتاجرت بالأحلام عرضاََ وطلباَ وبعت قلبي بأبخس الأسعار
تجرأت بالسير في قـمم المعالي لتنبح حولي كلاب النهار
خاطرت بالعمر لأقطف ثمـرةَ وكـان القطف لأعالي الثمار
وسموت في الأجواء طمعاَ وعشقتَ الندى في كفة الأزهار
فما نالنـي إلا رخيص الأذى لتلاحقني الأشـواك كالأظفار
كم كانت الأحلام على شفا النيل حتى حالت دونها يد التجار
تـلك الأماني كالها الحساد ظلمـاَ بأسعار لا تفي بالمعيار
أنادي بعروضي فـلا مقبل يشتري ولا قادم حول الديـار
رابـح ثم خاسر وأنـا خاسر أبـداَ في كفـوف الخيـار
أتقي الإخفاق بالصبـر وأتقبـل الخسارة بشيمـة الأخيار
حتى غـدوت خالي اليدين ولم اشتكي بكثــرة الأضرار
وعروضي غداَ ببيع وقـد اشتري قلباَ يرافقني حول المدار
حينها يربـح المشوار فيضاَ فأكون ذاك الفارس المغـوار
أو الكساد كعهدي ثم لا مرافـق للقلب في زمـرة الزوار
أهلكتني أسواق الكساد فكم نالني منها النحس في المشوار
مفلس دائماَ بخيبة وبضاعتي مزجاة فيها شوائب المضار
وتلك مـن علامات الوشاة فقـد عابوا النقـاوة بالأسرار
هناك حيـث القسوة فـي تنافس يهلك الأنفاس بالتكـرار
ليتني هاجرت عوالم الغم وغدوت بعيدا في ساحة الأبرار
في ديار تعتلي عرش المحبة ولا تتاجر بالقلوب والأبصار
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش