جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
نقطـة النـزعة الخطيـرة !.!!
هي نزعة تجادل الوجدان بخطوة جريئة .. وعندها تكمن الشظية القاتلة .. حيث هي الخطوة الأولى الخطيرة في سلوك أي إنسان .. والضمير قد يمثل صمام أمان في كثير من الحالات .. إلا أن الضمير درجات حسب مؤهل الإنسان .. أو السلوك البيئي المحيط بالنشأة .. أو قوة العزيمة القوية في اتخاذ القرار والخطوة .. والمحصلة الفاعلة هي قوة الضمير ومقدرته في البـت الحاسم .. وكل سلوكيات الإنسان تبدأ محنتها من تلك النزعة القاتلة .. فاللص أولى خطواته نزعة صغيرة تجادل النفس بالتجربة .. والقرار لا يكون إلا بعد أخذ ورد مع النفس .. جانب يساير النزعة وجانب حميد يقاوم النزعة .. وفي النهاية الحكم بانهيار ضمير يقبل التجربة على أساس أنها المرة الأولى والأخيرة .. وبوقوع الحدث للمرة الأولى لن تكون هناك مـرة أخيـرة .. بل هي بداية مشوار في ساحة عادة مشوبة بالعيوب .. وثمارها الويلات والحسرات .. وقد تلازم العمر .. والقياس على ذلك في كل سلوكيات الإنسان .. وكل صاحب عادة معيبة نقطة الانطلاق فيها تبدأ من تلك النزعة القاتلة .. فالسكير مدمن الخمر النزعة الأولى له رغبة في خوض تجربة .. والتجربة تبدأ بتلك المحاورة في داخل النفس .. محصلتها تخاذل ضمير يبني الحكم على أساس أنها تجربة فقط لمرة واحدة .. فإذا بالعادة المدمرة قد تلازم كل مراحل العمر .. وهناك مئات العادات القبيحة التي تلازم سلوكيات بعض الناس تنطلق من تلك اللحظة القاتلة .. حيث الضعف الذي لم يجد المقاومة بالقدر الجازم الحاسم عند اتخاذ القرار .. ولم يجد الوقاية من ضمير يملك العزيمـة القوية .. ومن تلك العادات إدمان الزنا والفواحش .. وإدمان القمار والميسر .. وإدمان المخدرات .. وإدمان العادات القبيحة وخلافها .. فكلها تنطلق من لحظة نزعة طارئة .. بعدها مسار لسلوك من السلوكيات التي تتمكن من الإنسان كعادة تلازم الحياة .. وهي اللحظة الأولى التي تلح فيها إشارة النزعـة .. والمحك في القرار الذي يعقب تلك النزعة .. ومن تلك اللحظة ينطلق كل أخطاء السلوكيات المشينة .. وتدخل تلك السلوكيات في إطار مسمى أمراض أفراد المجتمعات .. وتلك الأمراض قد تختص بصاحبها من حيث الإدمان ولكنها عادة تجلب الويلات لمن يقطن في محيط الأحداث .. وهناك أيضاَ ظواهر الاختلاسات وسلب الأموال العامة والخاصة .. وبالمثل تلك السلوكيات تبدأ من نزعة صغيرة في النفس في بدايتها .. وحوار يجادل الضمير بالدوس على المبادئ والأخلاقيات والدين .. والقرار الأول هو كالعادة الإغراء بأن تكون التجربة لمرة واحدة .. والحلم الخادع بأن التجربة لن تكون لها تكرار .. ولكنها مع الأسف الشديد تتكرر .. وهناك ملاحظة جديرة بالإشارة .. فهناك عوامل أخرى في الإنسان قد تساعد في اتخاذ القرار عند النزعة الأولى .. فالبعض من الناس يتهاون التجربة ويستسهل العاقبة .. ويخال له أن التجربة لا تستحق تلك الهالة الكبيرة من التخوف .. والبعض الآخر يجاري الرفقاء بالمجاملة ثم يقع في الكبيرة .. وهناك أناس يملكون زاجراَ قوياَ في الأعماق يقي الكثير من الأخطار .. وذاك الزاجر قد يكون هو الضمير القوي أو قد يكون هو الإرث الأخلاقي الديني المتين .. أو قد يكون هو الرفقة الحسنة .. أو قد يكون الرقابة من عيون حريصة تقوم بواجب التربية الحسنة .. ومن نواقض الأحكام العجيبة أن بعض الناس لا يجاري السلوكيات المشينة لمانع الضمير أو الأخلاق أو التربية أو الدين أو أية عـدة حسنة .. إنما الزاجر الوحيد له أنه خجول بالدرجة القاتلة التي تفقده الجرأة والشجاعة في التقرب من العادة المشينة .. فذلك الإنسان ضعيف بالمفهوم العالي .. إلا أن ضعفه يشكل الدرع الواقي في اتخاذ القرار .. ورب ضارة نافعة .. فهو لا يملك أية درجة من العزيمة في اتخاذ الخطوة .. ولكنه يملك درجات الخوف بالقدر الكافي .. وبذلك هو يجمع خصال التناقض في بوتقة واحدة .. فهو الإنسان المنكوب بالقدر الأقصى وفي نفس الوقت هو الإنسان المحظوظ بالقدر الأقصى .. وسبحان الله .. فالعزيمة هنا مفقودة بأعلى الدرجات ومع ذلك نراها نافعة إلى أقصى الدرجات .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش