بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحــرف الأسيـــر           ؟.؟؟؟؟؟؟؟؟

قد ينافق الحرف أحياناَ .. والعلة ليست في يراع أو مداد أو بنان .. إنما العلة في صاحب يملك الإصدار ويملك القرار ثم من الأعين يتوارى  .. يبذل الحرف جزافاَ لينال الثناء أو لينال العطاء ..  أو يبذل الحرف لينال الرضا من أنفس تعشق النفاق .. أنفس تريد أن تكون خلف ستار الصدق مدعوماًَ بجدار الكذب .. وهي أنفس تفقد المعيار الذي يكمل المقدار صدقاَ وحقيقةَ .. تحس في أعماقها بأنها تشتكي من علة نقص في ناحية من النواحي ثم تريد أن تكمل نقصها بالتملق ..  وهنـاك من يصدق عليه الظن من صاحب قلم هو بدوره يشتكي من علة في مجريات الأحداث .. وعند ذلك يتطابق الطبق بشِـنه .. رأينا كثيراَ أقلام ماهرة بذاك القدر ثم تسخر جل حياتها في خدمة نظم لها ما لها من ايجابيات ولها ما لها سلبيات .. فلو كان من يتوارى خلف تلك الأقلام يصدق مع ضميره لنبـذ فكرة التطرف والموالاة كباطن القدم الذي لا يمل من الانكفاء .. ولقال الحق في كل الأحوال .. ينصف القلم الذي في كفه بالصدق حيث يورد الحقائق مجردة بتسطير الايجابيات دون تطرف بزيادة تعني التملق والرياء .. وكذلك يكون أميناَ بتسطير السلبيات دون تطرف يتعمد النقص والإخفاء ..  وعند ذلك نجـد القلم وقد جانب الصواب الذي يتماشى مع صدق الإيمان والأديان السماوية .. وصاحب القلم بذلك المسلك ينال المقام الذي يرفع شأنه في أعين القراء .. أما ذلك المتخاذل الذي يملك الحرف ثم يبيع الحرف والضمير فمهما كان بارعاَ فهو ذلك المسقوط عن الأعيـن ..  فهناك الكثير من أقلام النظم التي تفقد الهيبة لأنها آثـرت مقاماَ رخيصاَ حيث تبذل حروفهاَ تلك الممجوجة الممـلة .. ومهما تضع من العناوين الهزليـة الكبيرة لجلب الأنظار فإن معروضها مزيف ومطلي بطلاء النفاق .. والناس بالخبرة تعرف وتميز بين أقلام النفاق وبين أقلام الأحرار التي تناول الصدق في كل الأحوال .. وتـلك هي الإشارة التي تميز بين كاتب وكاتب .. وهناك العرف السائد اليوم بين الناس بوصم الأقلام بمسميات الأقلام المأجورة التي تهبط من مقام المهنـة وأقلام الأحرار التي لا تخشى في الحق لومة لائم .. وشتان بين الثريا والثـرى .. ومن الملاحظ أن العالم المتقدم من حولنا قد تخطى كثيراَ تلك الزاوية المهينة فنجد الحريات هناك تضيق الخناق على أقلام الكذب والنفاق بتعريتها أولاَ بأول .. والذي ينافق هناك لا يجد التغطية من النظم كما يحدث هنا .. فالنظم عاجزة هناك أمام حريات الرأي المتاحة .. فالكل يجتهد بأن يأتي بالحقائق مجردة حتى ينال احترام القارئ .. والفلسفة السائدة في العالم الحر اليوم هي  ( أعطنـي الصدق أولاَ ثم أعطني رأيك الشخصي فيما بعـد ) .. أما هنا فالأقلام المأجورة فأصاحبها أقل مقاماَ من مقام تلك الأداة التي في الأيدي فهي أقلام من خشب إلا أنها تملك الكبرياء أكثر من أصحابها .
             وصاحب القلم المأجور يؤثر الخضوع للنفاق لمنافع ذاتية .. وهي منافع قد توجد مناصب مظهرية كثيرة ..  ومنها السيارة الفارهة تلك التي في بطنها صنم وقيمة ساقطة لإنسان يسترزق بالنفاق والتملق والكذب .. وللسيارة عمر استهلاك لا محال يوماَ وهي جماد يتآكل ويصدأ ..  ولصاحبها المخدوع استهلاك أكيد يعني التقدم في لعمر والموت .. ولكن استهلاك الإنسان بشع بمعية الإذلال وبغير مقام  ..  وهو أبشع حالات الاستهلاك حيث الاندثار التام الذي لا يترك نوعاَ من التمجيد أو الذكرى الصالحة .. إنما صاحب مبهم قد أشترى الرخيص بالغالي .. وترك الدنيا بسمعة كريهة الرائحة .. وهي سمعة التملق والنفاق .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 130 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

802,235