بسم الله الرحمن الرحيم
البيروقراطية القاتــلة ؟.؟؟؟؟؟؟؟؟
ساعات وساعات الإنسان يفقدها هدراً في أمور لا تستحق .. وإن استحقت لا تحتاج أن تكون بتلك البرتوكولات المزيفة والظواهر الفارغة .. والأجور محسوبة سلفاَ ويتناولها من يعمـل ومـن ولا يعمل .. والعمل ليس فقط بالتواجد في ساحة العمـل .. ولكن بالإخلاص في تقديم خدمة يوازي الأجر المدفوع عند نهاية كل شهر .. ولكن الظاهرة الآن أن الناس تأخذ حقاَ من حقوق العام دون مقابل يذكر .. وذلك الموظف أو العامل هو محاسب يوماَ أمام الله .. ثم هناك من يعمل فيما لا يقدم ولا يفيـد .. لجان ولجان .. واجتماعات واجتماعات .. وساعات وساعات .. ليكون هناك المقابل من أجور الساعات .. ثم قرارات وقرارات .. ثم بعدها الأضابير تملأ الأرفف لتعبث فوقها العناكب .. دون إنجازات ترافق أو دون تنفيذ لبند من البنود .. ودون ثمار أو فائدة تلحق بالمجتمعات من تلك البرتوكولات الفارغة .. لمـاذا يا هـذا ؟؟ !! .. ولك أن تتصور مقدار الجهد المبذول من الأنفس والأموال في أمور هي كلها صورية بها تهدر أموال العامة في لا شئ .. وهناك تسعة وتسعون بالمئة من خلاصة تلك الاجتماعات والنقاشات والقرارات تنتهي بتواقيع أصحابها من أهل الشأن والجاه والسلطة .. وبعدها تغلف في أضابير جميلة منسقة لتضع فوق الأرفف دون أن يرجع إليها أحد حتى قيام الساعة !! .. صفحاتها لا تفتح أبـداَ ولأ أحد يرى أن ذلك من الأهمية .. بل يظن البعض أن الأمر ينتهي بمجرد التواقيع .. ويظن أن الإنجاز هو في حركة النقاش والاجتماع ثم التواقيع في حد ذاتها ثم كفى !! .. والعقل الصائب المدرك للأمور جيداَ يجد أن ذلك لا معنى له إطلاقاَ .. فقط فلسفة درامية مظاهريه لسد فراغ يريد البعض أن يقول أنه مشغول حتى آخر درجة .. وأن وقته مهدور لصالح الأمة .. وهو غير كذلك .. فالفائدة قد تكون للأمة في بعض الحالات في قرارات شجاعة يتخذها فرد شجاع دون نقاش أو حوار أو ساعات مهدورة في الفارغة يعقبها التنفيذ الفوري .. وتلك حقيقة مهما حاول البعض أن يبرر أن القرارات الفردية هي ديكتاتورية غير مدروسة وغير حكيمة .. كلام نظري أكثر منه عملي .. حروف قليلة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في قطعة حجر تؤمر بالتنفيذ فوراَ خير من قرارات بعد مداولات ومداولات .. وبعد أخذ ورد .. تملأ صفحات وصفحات .. تأخذ دورتها من مكتب لمكتب ومن صاحب منصب لصاحب منصب .. ومن موظف لموظف .. ومن سكرتير لسكرتير .. ومن طباعة لطباعة .. ومن روتين لروتين .. ثم قد تموت القرارات في الرحم قبل الولادة !! .. ما هذا الزمن العجيب !! .. لماذا تعودت الناس المط والتطويل والتهويل والتعطيل في أمور يستطيع أحدهم أن ينجزها في دقائق قليلة بل في ثواني بجرة قلم ؟؟!! .. يتخيل للإنسان أن الناس فقدوا الشجاعة في هذا العصر ويتهربون من اتخاذ القرارات الفورية .. والكل يتفادى القرار ليلقي بالشجاعة على كتف الأخر !! .. ونرى في كل البلاد العربية أن أية مصلحة من المصالح الحكومية تعج بالمئات من أصحاب الوظائف والذين يمتلكون الطاولات الفارهة بل الفارغة بأهلها ويزحمون المكاتب والساحات دون جدوى يحسها الإنسان من تلك الوفرة .. بل يعادلهم فقط رجل واحد مقدام شجاع يملك الجرأة في تنفيذ الخـدمة فوراَ .. دون تعطيل بقصد أو بغير قصد .. ولو تواجد شخص واحد فقط يملك ذلك العزم في تقديم الخدمة بإخلاص وفوراَ لكفى .. وليس هناك داعي لتلك الجيوش التي لا تعني إلا الوبال وأكل أموال العامة بالباطل .. جيوش من خلق تتواجد دون ضمير أو وازع ديني أو أخلاقي .. لا ترى أنها مكلفة لخدمة الناس بل ترى نفسها هي تلك صاحبة الكرسي وصاحبة الصولجان .. والمسميات الوظيفية كلها من إرهاصات الزمن ولا تعني إلأ مظاهر كذب تعني الأوليات في نيل الحوافز والمزايا .. ولا تعني لهم أنها درجة تمثل مسئولية عالية أمام الله يوم القيامة .. وقد يفيد حارس مصلحة ذو غيرة وهمة في تقديم خدمة للناس فيما يكسل عنه صاحب شأن .. ومهما كان صاحب الوظيفة في درجة ورتبة فإنه بعدم تقديم الخدمة بالقدر الواجب يكون غارقاَ في ذنوب الخلق .. أولاَ لإخفاقه وتكاسله في عمله وثانياَ لتناوله راتباَ من أموال الشعوب دون مقابل .
وياليت في رأس كل مصلحة يتواجد من يماثل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليقف أمام المصلحة ثم يكتب الأمر بشجاعة في قطعة حجر وبعدها ينال الرضا من الله ومن الناس .. واللعنة على البيروقراطية القاتلة التي تناقض الفورية الثورية .. والسخط على رجل ذمته بأجر شهري لخدمة الناس ثم لا يخدم .. ولكن يقضي الساعات والساعات في قراءة الصحف .. ويتماطل متعمداَ أو متهاوناَ أو متكاسلاَ أو متكبراَ متجبراَ أو استحقاراَ لمراجع .. واللعنة على رجل لا يلتقي بمكان عمله إلا عندما يحين قبض الأجر .. هنا في الدنيا الأمر قد يكون يسيراَ ولكن كيف هناك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش