بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحضـارة الملـونة الملـوثة      ؟.؟؟؟

بغرور يتحدثون عن حضارة يرونها زاهية .. وأن التاريخ لم يجود بمثلها .. ويقولون هي حضارة أساسها حرية الفرد  .. فالفرد عندهم لديه الحرية في الاعتقادات وفي العبادات وفي التعبير عن النفس وفي اللباس وغيرها وغيرها من المعاني .. وحتى أنها تكاملت بزعمهم بأن منحت للنفس أن تكون ذكراَ أو أنثى حسب رغبتها .. ويرون ذلك من أوج المحاسن لحضارتهم ..  ولكنهم في الغالب يتراجعون عن تلك المزاعم إذا تعارضت مع أمزجتهم وأفكارهم .. فتلك مجرد فريات وأكاذيب للاستهلاك وتزيين الباطل   .. فحرية اللباس عندما تصبح للآخرين بحجاب أو نقاب يرفضونها ويخرجونها من ساحة الحريات الفردية  .. ويحاربونها ويمنعونها بنصوص القوانين ..  وحرية العبادة والاعتقاد لديهم مباحة متاحة يوم أن تكون للآخرين بدق الأجراس في أجواء المدائن .. وعندما ينادى المنادي للصلاة مكبراً ومهللاً يخرجونها من ساحة الحرية الفردية للآخرين .. ويمنعونها ويكتمون أصواتها .. وحرية التعبير لديهم هي بمكيال الأهواء .. إذا تماشت مع الأمزجة لديهم أباحوها .. وجعلوها ساحات لنشر الأوساخ والأدران .. وهي مراتع وحظائر للخنازير والنفوس الذليلة الحقيرة .. التي لا تملك الجرأة في مقارعة الحجة بالحجة ولكنها كالجرذان تجتهد لتخبتي خلف حريات مزعومة ملوثة .. وإذا قال أحدهم بالحق يوماَ عن ظالم يمرح في العالم وفي ساحاتهم ويملأ الأرض فساداً وجوراً  ..   ويخيفهم ويضع المداس فوق رقابهم ينتفضوا بشدة وغضب ويمنعون الحجة في ساحة الحرية الفردية ويكبتون القول  .. ويجعلون ذلك خطاً أحمراَ لا يقبل المساومة .. عيوبهم في عيون العالم في معاقل أبو غريب وغيرها في مشارق الأرض ومغاربها  .. تلك السمة الدامغة التي وسمت حضارتهم  بالنذالة والحثالة وبأبشع علامات التلويث ..  ومع ذلك هم لا يرونه عيباً في حضارة تجلب الغثيان والاشمئزاز .. يقتلون الأبرياء في كل أنحاء المعمورة .. لا يفرقون بين أطفال وشيوخ ونساء ..  ومن يجادلهم بالرد في ذلك  هو ذلك الإرهابي المتطرف  .. لقب قد يكون وسام شرف لمن ينادي بحق في هذا العصر  .. عصر الظلم والإجحاف والكبت .. ذلك اللقب الذي أصبح يمثل جدلاَ يدخل في معيار التناقضات .. ونقطة سوداء  في مسميات الكيل بالكيلين .. وطمس للحقائق وتلوين لعبارات الشهامة والرجولة في قواميس الفضيلة ..
.. فالإرهابي هو ذلك الذي يحتل أرضاَ ويقتل شعبها .. والإرهابي هو ذلك الحليف الذي يدافع عن الظلم والباطل بأي ثمن  .. والإرهابي هو ذلك الذي يستخدم كروت الفيتو حتى يحق الباطل ويقتل العدالة ..  
      تلك هي حرياتهم المزعومة .. وتلك هي عدالتهم التي يتبجحون بها ..  حريات هي ليست لسواهم وتجري حسب هواهم ..  وعدالتهم ليست عدالة حق وإنصاف .. وإنما كذبة ظالمة ترجح الكفة التي هم يريدونها . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 25 سبتمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

802,187