بسم الله الرحمن الرحيم
تـلك هي النفـس أيها الإنسـان ؟..؟
أخطأت اليد ولمست جمرة نار .. ثم ولت عنها فزعةً في سرعة البرق .. ثم باتت تشتكي الساعات والساعات .. بألم يعاود البدن وحواس تجادل بموقع الخلل .. لمسة نـار في لحظة مقدارها مليون جزء من الثانية .. ومقدار المساحة التي لمست النار من الجسم مليون جزء من البوصة .. ومع ذلك نرى النفس تشتكي وتبكي !! .. فيا حسرة على نفوس لا تعـي .. فكيف إذا كانت اللمسة بالنار لسنوات وسنوات ؟؟ .. وكيف إذا كان العناق بالنار تخليداً وأبديـاً !!.. وكيف إذا كانت النار هي اللباس لكل المساحات ؟؟ .. إذا جلس العاقل وفكر في مقدار العواقب ما تعدى حداَ ولا عصى رباً .
يقول الشيطان للنفس إذا أزمعت التوبة يوماً فخذي حظك من الشهوات وتمتعي بها جيداً قبل أن تتوبي لأنك لن تجديها ثانية .. وتلك نصيحة أوقعت النفوس في التمادي .. فالعزيمة فيها غير صادقة ومقرونة بسوء النية .. والتوبة فيها غير توبة ندم وأسف .. فهي توبة غير نصوحة .. تـوبة بلسان ثم عودة لعصيان .. ولكن من يفكر جاداً بلمسة النار وبأهوال نار جهنم ( والعياذ بالله ) فكل شهوات الدنيا وملذاتها لا تعادل ولا تستحق جزء من الثانية في لفحة جهنم .. فكيف الاستحقاق بدوام العزاب .. ونرى مقدار العزاب والحسرة ثم نرى مقدار الغفلة في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا )
تنبيـه عظيم لنبي عظيم .. فإذا كانت لمسة جمرة من النار أشكت النفس وأبكت فبالتأكيد فإن البكاء على موعد في جهنم أكبر .. ولو انشغل العقل في عواقب جهنم ما ضحكت النفس لحظة حتى ولو كانت قليلاً .. فإذا رغبت النفس بالمعاصي فدعها أولاً تنتصر على لمسة جمرة فإن صبرت وتمتعت بها فلتتمتع بالمعاصي والعياذ بالله .. ولكنها لن تصبر ولن تقدر .. فإن عجزت فعليها أن تتقي النار .. وتبتعد عن محارم الله وحدوده .. وتتوب من المعاصي . ونسأل الله العلي القدير أن يقنا من شر النزوات والشهوات .
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش