بسم الله الرحمن الرحيم
علامــات التعجـــب !!!!!!؟..؟؟؟؟؟؟
ماذا يريد سؤال لا يحتاج الإجابة عن غريق يمد يده من تحت الماء ؟؟!! .. فهو قد أجاب قبل السؤال ولم يبقى من المجيب إلا لحظة الفناء .. والسؤال اشد حيرةً واشد ألماً من حيرة بحر لم يقبل الوئام .. فأيهم القاتل أذاك البحر وقد طغى أم ذاك السائل وقد بغى .. والغضبة عالية من سيد .. والقول منه مكرر ماذا يريدون ؟؟ .. ولكن دعونا نرى عندما يجيب الغريق .. فإذا أجاب المجيب فإن الخيار المتاح تحت فوهة البندقية هو القتل إذا كان متحركاً أو ساكناً .. واقفاً أو جالساً .. إذا كانت نظرته للشرق أو للغرب .. للجنوب أو للشمال .. لأعلى أو للأسفل .. .. أو إذا حاولت عيونه الإغماض .. أو حاولت الاجهار .. إذا تكلم بحرف أو صمت بغير حرف .. ثم بعد ذلك كله عليه أن يبين فوراً الوضعية التي هو فيها حتى يسلم من إطلاق النار !! .. والشكر والامتنان له بذاك السؤال .. والرد وعدم الرد هو الموت على كل حال . تلك حالة ألفتها الأحداث في كثير من المجريات .. النية فيها مسبوقة بقرار لا يقبل الالتفاف أو المراوغة أو النظر في طلب استرحام .. وحتى إذا نادى احدهم وقال أنا مع السيد فهو مقتول ثم بعد ذلك سوف يتلقى الشكر على وقفته تلك النبيلة .. وعلى إخلاصه حتى الرمق الأخير .. علامة تعجب في زمن عجيب .. لا يعرف المقتول فيه لما قتل .. ولا يعرف القاتل فيه لما يقتل .. إنما هي تلك الأوامر الصادرة من غرفة فوقية .. فيها أناس يتوجسون خـوفاً .. ويرون أن الشوارع تكتظ بالأعداء وبوحوش كاسرة قاتلة يجب التخلص منها .. وإذا تعمق الناظر فلا يجد في تلك الشوارع إلا أرانب جائعة أخرجها الجوع من أوكارها تبحث عن لقمة تقتاد بها .. ولا يجد فيها إلا حمامات وديعة ضاقت بها الأقفاص وملت من كثرة الانحباس والأسر بغير حق .. ثم هي أصبحت هدفاً مسلوب الإرادة ومسلوب الحقوق .. أقواتها منهوبة من كواسر ووحوش لا تعرف الرحمة .. لا ترى إلا نفسها في غابة العيش فيها للأقوى .. ولكن من أعجب المفارقات أن حركة الحمائم الوديعة من اجل الحرية تخيف أقوى الجبابرة .. وتزلزل أقـوى القلاع والعروش !! .. وتلك علامة أخرى من علامات التعجب .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش