بسم الله الرحمن الرحيم
أفـــرد جنــاحك ثم حـــلق !!
لا تخـف .. فقط أملك الثقة بالمقدرة وأفرد جناحيك .. وعندها سوف تجد نفسك محلقاً بعيداً في الأعالي .. وقد تحررت من قيود الهواجس والاستكانة .. وصرت واثق الخطوة تملك القرار وتملك الإرادة .. فمقدار الخوف في النفس حائل يقتل الطموح .. والاستناد دوماً بحائط الدعم يجعل النفس ميالة للاتكال .. كما يجعلها ضعيفة تخاف من الإنفراد .. ولا تملك الثقة في مقدرات الذات .. والتردد في قتال المخاطر يجعل الهروب دائما وأبداً هو ذلك الملجأ والملاذ .. كما أن السير عمياناً في دروب الآخرين يجعل الشخص ظلاً تابعاً يختفي باختفاء المعالم .. والهتاف بهتافات الآخرين مجرد صوت لصدى أقزام بين الجبال .. والإجابة بنعم في كل الأحوال هي رضوخ يماثل حالة الأموات أصحاب القبور .. ومجارات الآخرين في الخير والشر بغير تدبر وعلم وحكمة هي محنة من يخوض مع الخائضين .. والسكوت عن قول الحق خشية العواقب سمة من يتوسم بالجبن والإذعان .. وقلة الغيرة والنخوة في محاربة الموبقات والمعاصي والانحلال هو منتهى الرضوخ لسطوة الشيطان .. وندرة المشورة بالإحسان مع كثرة الأنا في اللسان تجعلك غريباً بين أهلك وعشيرتك والإخوان .. والهروب لتجنب المشاكل بالسير بمحاذاة الجدار لا يسلمك من ملاحقة النار الدخـان .. والاستغناء عن تقديم العون لمن هو في محنة وضائقة يجعل الدائرة عليك يوماً مراً علقماً كطعم الزقوم في اللسان .. وتقديم القليل مع سعة الصدر والرحابة خير من تقديم الكثير بمصاحبة التأفف والازدراء والاستهجان .. ولا تطلب المديح من الآخرين وأنت بعيوب نفسك أدرى من أي إنسان .. ولا تمدح الآخرين نفاقاً وكذباَ فالآخرون أدرى بنفاقك مهما كانت قوة الاستحسان .. ولا تجعل لنفسك قيمة أعلى من قيمة الحقيقة في كفة الميزان .. وكن في قبول النصيحة أحرص حتى ولو كانت النصيحة لا تجاري الرغبة في الوجدان .. فالذي يصدقك بالنصيحة خير من الذي يتملقك بالزور والبهتان .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش