بسم الله الرحمن الرحيم  

( حـروف مــن ذهــب ) 

أبتعــد عنـــي       ؟..؟؟؟؟؟؟

أنا ذاك الوهم .. وأنا ذاك الخيال .. مقامي فوق سرج الحرف .. وعدتي الندى والطل وكل ألوان الجمال .. أنافس نسمة الفجر في رقة الحال .. وأنافس غرة الفجر في الترحال .. أنا طيف وأحلامي روعة في حلاوة الأقوال .. أرى الكون أثيراً من حروف تلامس الشغاف في خفة وابتذال .. ألوان قزح تعشق العبث وتعشق الإبدال .. حرفي هو الحاء وعشقي هو الباء والسر في ذاك المقال .. دعني وشأني فأنا بعيداً أمرح في زفاف النون والدال .. وعندي رفقة الحور من الجناس ورفقة من بنات الخال .. نديمي هو الضاد ذاك الحرف الذي أتى قبل الزوال .. وشمسي هو الشعر وقمري هو ذاك السجال .. ونثري إذا قلت سجعاً يمنع الحزن ويمنع الاقتتال .. نبع من بحور الأوزان يجري ليصبح مضرباً للأمثـال .. أنا في مواكب الحرف عريس يرتدي الجبة في كمال .. لحني هو السجع والجناس والطباق والقول بحنكة الرجال .. لا تأخـذ دربي إذا كان أمرك بالهوى وتقتدي بالنعال .. فالشأن عندي كلمة زانت بحلل الحسن وبحلل الجلال .. إبدال وتورية وإخفاء بمقدار يعجز أصحاب العقال .. فكن حصيفاً حتى ترى قولي جميلاً يماثل وردة فوق الجبال .. عالياً وعلماً شامخاً أفلق الدجى في روعة الهلال .. أنا ذاك الحرف أقول وقولي إذا قلت هو ذاك المقال .. كيف تعرفني إذا غبت فقد غاب قمر من فوق التلال .. وسكن الليل ظلام واكتسى الروض حزن ورقص جاهل بخسة وإذلال .. هو دربي ذاك في رفقة الحروف وهو أمري ذاك في حلقات السجال . فإن كنت لا تعرفني فابتعد عني فاني نفيس شديد المحال .

ــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد