بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

                                

 بسم الله الرحمن الرحيم 

البــدايـة مــن النهايــة  ؟..؟؟؟؟؟

الأوراق أصبحت مبعثرة .. والخلط في المفاهيم أصبح يعجز هؤلاء الذين يملكون المقدرة والدراية في تمحيص الأمور .. والتكهنات أصبحت مجرد اجتهادات .. ومجتمعات الأمة العربية تواجه اليوم حالة نادرة من خلله وزلزلة .. فما زالت المصافي والغرابيل  ( جمع غربال )  تعمل لإسقاط  ما يسمح مما قد يكون غثاً وفي نفس الوقت مما قد يكون نفيساً .. والإسقاط شامل وليس لنوعية واحدة من أمراض تلك المجتمعات ومعاناتها .. والطعنات ليست فقط في القضايا الحياتية اليومية للأمة .. ولكن بدأت تطعن في النظم ثم تحولت لتطعن في الأفكار والاتجاهات وحتى في العقيدة الغالبة للأمة .. وهناك أيدي خفية كثيرة تعمل لمآربها بشدة لتخرج في النهاية بنصيب الأسد .. خلله وزلزلة تعافت من كل أنواع التحفظات السابقة لتعلن عن مساراتها الجديدة بجرأة كبيرة .. وإشارات كثيرة وكثيرة جداً بدأت تتجرأ وتعلن عن أجندتها .. الأقليات برزت بشدة .. والطوائف العقدية كلها تنصلت من التزاماتها الأدبية السابقة وأعلنت عن نفسها لتكون هي سيدة المواقف .. والنعرات ( جمع نعرة ) العنصرية والإقليمية برزت إلى الواجهات .. وشلل العلمانية تريدها نقطة تحول كبير في اتجاهات البوصلة للأمة بمقدار مئة وثمانين درجة .. لتكون الساحة مباحة ومتاحة لمفهوم جديد لمجتمعات عربية بعيدة وخالية من الشرائع التي لا تخضع لرغبات ونزوات البشر .. وأما أهل العقيدة الغالبة فهم يملكون الساحة الكبيرة بفضل الفطرة المتوارثة في أعماق الأمة نفسها .. وحظهم عادة أفضل من الغير .. إلا أن التجربة سوف تضعهم في محك وأفخاخ الآخرين من الأعداء القائمين لهم بالمرصاد  .. حيث أن الفشل في أية لحظة يعني الفرصة الكبيرة للنيل منهم ومن العقيدة كسند دستوري للمجتمعات .. ومن هناك سينطلقون لوأد الفكرة نهائياً من المجتمعات العربية والإسلامية لتدخل تلك الأمم في نفق جديد وفي مرحلة جديدة من العربدة الفكرية الاجتهادية .. وقد مرت الأمم الإسلامية بتجارب مماثلة من قبل كثيراً .. مما كان يعني دائماً ( البداية من النهاية في الخطوات ) .. ثم النضال المضني بعد ذلك لإعادة الأمور إلى نصابها .. وهنا نحس أن المخطط هذه المرة كبير وأن المكيدة عظيمة .. وأن العقلية الثقافية العربية يجب أن تكون قد نالت كفايتها من التجارب السابقة لتخرج بالأمة إلى بر السلام .. وأن تقتل المؤامرات ضد الأمة في مهدها وقبل أن تستفحل .. وذلك بنشر الوعي في المجتمعات بكثافة وحتى تحتاط بسلاح الفكر والعلم وليس فقط بسلاح تلك الأقليات التي عادة تحمل الأوزار والأثقال عن المجتمعات عند الشدة  .. ثم تكون هي في النهاية منبوذة ومحظورة لمجرد أنها تحمل أسماء عقدية ودينية .. وفي الكثير من المجتمعات العربية فإن الأحزاب الدينية هي محظورة دستورياً وقانونياً .. وذلك من أكبر المتناقضات التي تشوه صور الأمم الإسلامية .. وقد تمكنت الأيدي الخبيثة مرات ومرات في محاربة العقيدة بالدساتير وتعطيل الممارسات لها .. ولكنها عجزت كلياً في نزع الفكرة والاعتقاد من قلوب الشعوب .. فكل جيل يطل فجأة بصحوة إسلامية تهدم المؤامرات بمنتهى الأعجوبة .. ثم تبدأ تلك الأيدي الخبيثة في مخططاتها من جديد .. كر وفر بين أعداء يصرون على محي عقيدة سامية وبين عقيدة هي قوية بذاتها وبكتابها لتخرج كل مرة منتصرة بإذن الله . والغربلة هذه المرة عنيفة وقاتلة وجريئة جداً .. إلا أن العزاء الوحيد للأمة أن الفطرة العقدية قوية بالقدر الذي دائماً يضع المؤامرات تحت مداسها .. والخوف ليس في تلاشي العقيدة نفسها فهي قوية بإذن الله دائماً وأبداً  .. ولكن الخوف دائماً عن تلك السنوات العجاف التي تضيع عادة على الأمة وهي تحاول في إعادة الخطوات من جديد .. فتلك الحالة تحد من تقدم الأمة وتؤخر النمو وتجعل الأمة في مؤخر الأمم .. ثم بطريقة ظالمة تجعل العقيدة نفسها كأنها هي مسببة لذلك التأخر والجهل والتخلف .

ــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد  

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 20 ديسمبر 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,253