بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

                                

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هناك نمــور مــن الورق ؟؟؟

هناك أهل الكرم هم من عشائر .. لمحة التكشيرة لأهل بيت عيب فيها .. يسقط مقام ذاك البيت وأهل ذاك البيت .. دون أن يعني المساس بالزائر أو الضيف الذي نزل أو ارتحل .. فهم قدموا بشموخ العز والمقام .. وارتحلوا وأقدامهم تأبي أن تدوس سواقط مقامات زائفة لصروح هايفة .. والبيت أيل للسقوط هيبة بتكشيرة أهله مها طال الزمان وإن بقي شكلاً وركاماً .. وهي تماثل قلاع الرومان القديمة مأوى للأشباح .. ومهما يطيل صاحب البيت عنقه فهو ذليل المقام قدراً وذاتاً بتكشيرة فقط ناهيك عن قول أو فعل .. وهو منفوخ بأوهام كمال لا يبلغه ولو أجتهد لأنه لا يملك الأساس .. وهو نمر من ورق .. هم كذلك أناس في هذه الحياة .. يظنون ويتوهمون ويتكبرون .. وأوزانهم في الحقيقة أخف من عهن منفوش .. وتعودوا أن يجولوا ويصولوا بمقدرات الآخرين التي يفتقدونها هم في ذواتهم .. لأن المقام والكمال ليس بتملك الصرح والبيت .. وقد يكون الطوبة واللبنة في أساس ذاك البيت أكبر قدراً من صاحب البيت نفسه .. لأن من يفتقد اللياقة واللباقة والشهامة هو في حد ذاته ناقص المقام وناقص الحكمة .. وبغيض السيرة .. ورب مالك لكوخ في أطراف غابة بتباشير وجهه هو أرفع مقاماً ينال الانحناء والتقدير .. فهنا القياس والمعيار بمعدلات الأنفس والأخلاق وليس بمقدرات التملك .. والتملك مع التكبر يدخل صاحبه في زمرة قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض .. فلينظر ذلك الإنسان الذي يتعالى عن ذاته في أضابير التاريخ .. فهناك من هم امتلكوا الأصالة بماض وبحضارات كانت قبل آلاف السنين .. ونشروا العلم والمعرفة للإنسانية .. ومع ذلك نراهم وقد زانت قاماتهم بالتواضع والأخلاق والرفعة .. في وقت قد كان فيه أجداد ذاك المتكبر المتعالي في مراحل الصيد والجمع .. في مجاهل القفر والغابات .. وما زالت أثار أقدام الأجداد منحوتة فوق صخور البرية .. ثم ينسى كل ذلك ويريد أن يكون فوق الرقاب .. فهو لن يكون ولا يكون إلا بالأخلاق وبالمعاملة الحسنة .. وتلك العباءة التي يريد أن يكون من أهلها هو ليس من أهلها .. وإنما مسخ يجتهد في نيل مقام لن يكون له حتى قيام الساعة .. وهو في النهاية مثل ذاك القرد الذي يرى نفسه في مقام الأسود .. وفي الحقيقة هو مضحكة تتندر بها الأسود نفسها . 

ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد   

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 31 أكتوبر 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,029