بسم الله الرحمن الرحيم
الاتعاظ بالأيـام !!
تلك الأيام كالدواليب جاريـة ..
ولا تغادر حين تغادر ويدها خالية ..
تأخذ الأعمار نقصاََ حتى لا تكون كاملة ..
وتلك النفوس في غفــلة لاهيــة ..
ولا ترى أنها هـي التاليـة ..
بل ترى للآخرين تلك الدائـرة ..
وتظن أنها معصومة من بطشة الفانية ..
قسماً وقسماَ أنها لو علمت لراحـلة ..
ولا محال يوماً سـوف تقع الواقعة ..
حين يحط الموت بكفه فوق الجبين فيا لها من فاجعة ..
يكتم الأنفاس ويلجمها قسراَ حتى تكون الأنفاس لاغيه ..
كأنها لم تكن يوما بزفير وشهيق بين الضلوع طالعة ونازلة ..
ثم يحمل الجثمان فوق نعش لقبور هـي ديار الآخرة ..
وذاك سفر مجهول المصير والأجساد لديار الدنيا غير عائدة ..
ثم برزخ فيه الرفات إلى قيام السـاعة راقـدة ..
يوم تشخص الأبصار فيه وهي وجـلة خائـفة ..
فيا نفسي أفيقي وكوني لله عابـدة خاشعة ..
ما لي أراك تطلبين الدنيا شغفاَ وخلفها أنت راكضة ؟..
كأنها دار مقام خالدة وأنت للجنـة زاهـدة ..
هي لم تكن لغيرك دومـاَ ولن تكون لك باقية ..
والموت ذاك الواعظ وتلك الأيام بلسانها قائلة ..
يا نفس أنت اليوم رهن إشارتي وغداً أراك في صحبتي راحلة ..
وذاك القول حق لمن يعي والنفس لا بـد بالقـول باكيـة .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش