بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

مقال بمقـام العقـول !!

لا يفترض بأحد أن يأخذ الفكر أمراً مسلماً .. إلا إذا تيقن من أدلة وبراهين تؤكد صحة الفكر .. ويحمل الإنسان تلك الجوهرة الغالية  ..  وهي جوهرة العقل ..  وتلك جوهرة عظيمة إذا لم تصاب بعاهة .. أويتم برمجتها بكيد الكائدين .. وسمعنا كثيراً عن مؤامرات غسل الأدمغة  .. وإفراغها من محتوياتها الفطرية البريئة ..  ثم تعبئتها بمفاهيم حسب الطلب .. وتلك مفاهيم تخدم أجندة ومآرب لأصحاب تخطط بعقول كبيرة في ذاتها .. وتعديل تلك الأدمغة المبرمجة وإعادتها إلى الصواب الفطري من أصعب وأهلك المحاولات .. والعالم اليوم يعيش في غفلة كبيرة تحت سيطرة عقول مغسلة ومبرمجة .. والغفلة ربما كانت أسبابها عجز كبير في استدراك المرحلة في بداياتها .. ولكن الآن خرجت الأمور عن السيطرة .. فهناك في الساحة اليوم الأفكار الحرة التي مازالت تتعامل بمعيار البراهين والأدلة ثم القبول أو الرفض .. وهناك الجانب الآخر الخطير وهي الأفكار المبرمجة سلفاً .. وهي بسمات متطرفة للغاية لا تقبل الجدل ولا تقبل الأخذ والرد .. وتلك الأفكار المبرمجة هي التي تسير العالم اليوم .. فنرى في قضايا عالمية كثيرة أن الأمور لا تسير بمنطق العقل الفطري الذي يقارن بين الصواب والخطأ ثم يأخذ بالصواب .. ولكن نرى الأمور تسير بمنطق الاتجاه الواحد لقاطرة نزعت السكة من خلفها .. وعليها أن تسير حسب منهج صاحب السكة .. وحسب رغبة المبرمج لمسار القاطرة .. وفي المحافل الدولية التي تعالج قضايا العالم .. هناك قضايا بحلول مفروضة مسبقاً لا تحتمل المراجعة أو الرفض .. بل تحتمل فقط  القبول طوعاً أو قسراً ..  وتكون بعد ذلك كل المحاولات عقيمة .. وخاصة من أولئك الذين ما زالوا يتواجدون في المحافل العالمية التي تعالج قضايا العالم بمفهوم المسار القديم الذي يحاول أن يناقش المنطق والصواب ..  فكلامهم أصبح مجرد إنشاء ومحاولة لدغدغة عقول كبيرة ليست تلك العادية .. ثم بعد ذلك الطامة الكبرى أن يحاول ويندد بالخطأ ويظن أن ذلك إنجازاً في حد ذاته .. فهو صغير موهوم في عالم الكبار الذين يرونه قزماً مهما حاول أن يكون عملاقاً .. والصواب ( المفروض ) في العصر الذي نعيشه هو الفرض الذي يأتي به القوي في الساحة .. ومهما كانت الفرضية ظالمة ومجحفة فعلى الغير أن يتقبلها مرغماَ بقوة السلاح أو بحق الفيتو .. والذي لم يعجبه الأمر فاليشرب كل ماء البحر .. وشعوب كثيرة في الأرض رضخت لواقع الحال .. واستسلمت لسياسات الجبروت والقوة .. إلا تلك الشعوب الحية التي تمثلها الشعوب الإسلامية .. فهي التي فقط تناضل اليوم في الساحات وفي كل العالم  .. لأنها شعوب تحمل عقيدة ترفض الظلم والجور .. وعقيدة لا تقر بالاستسلام .. وعقيدة لا تعرف المضي قدماَ وهناك كفات العدالة مائلة ..  والصراع اليوم في العالم بين أصحاب العقول الخبيثة الماكرة المخططة والمبرمجة للعقول وبين شعوب هي حية في عقيدتها وحرة في مساراتها وعادلة في قياساتها .. ويمكن القول أن الصراع اليوم بين قوى الشر وقوي الخير في العالم .. والمؤشرات كلها تؤكد أن الجانب الأقوى في الساحة اليوم والمسيطر على العالم هو جانب قوى الشر .. ولكن ذلك لا يعني نهاية المطاف أو الاستسلام .. وهناك سلاح أقوى من كل الأسلحة منذ فجر التاريخ وهو سلاح الإيمان بالعقيدة وبرب  العقيدة .. فنحن أقوياء أمام كل طوفان الأرض ما دمنا نؤمن بالله .. فلا نخشى بعد ذلك شيئاً ..  ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .

ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد      

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 388 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,206