بسم الله الرحمن الرحيم
حطمــوا القيــود !!
لا يعجبنا ذلك القطار حين يلتزم بنفس المسار ..
يأخذ وجهتنا حيث يشاء ولا يتمرد عن أوامر المدار ..
طائعاَ مسيراً ومقيـداً بشروط الفجر والمساء ..
يعشق الدرب لا يحيد عنه يمينا أو يسارا ويلتزم بخط الأغبياء ..
ونحن نعشق الفوضى ونعشق التحليق فوق آفاق السماء ..
وذاك القيد يهلكنا بالسأم والملل ويخضب المعاصم بالدماء ..
نجيد الخوض في بحار الكبرياء ولا نجيد التملق بالانحناء ..
نتواضع سماحةَ حين نرتاد أكواخ الضعفـاء والفقراء ..
ونترفع تيهاَ حين نرتاد قصور الملوك والرؤساء ..
لا نحب الطوق حول الجيد حين يحدد هوية العذراء ..
ولكنا نحب العقد في جيدها حراَ يتدلى في رخـاء ..
وتلك السياج تحد رقصة الأمهر في أروقة الأرجاء ..
وهي تريد الانطلاق والركض في رحاب الفضـاء ..
تتمنى أن تكون كالنحلة حرة ترتاد المروج بالصبح والمساء ..
منتشية مبتهجة تتجاوز الأعراف دون شروط المنع والاحتواء ..
فكم تؤلم القيود وتلزم بالرضوخ كما تلزم العيون بدموع البكاء ..
والأنفس تمقت المارد الجلف الذي يلوح بالعصا منادياَ بالولاء ..
ثائر يحطم القيود ويدوس هامات الطغاة بكل شموخ وإباء ..
ريح مرسل يجتاز السهول والجبال دون ذلك التخاذل بالانتماء ..
يقدم ويروح كيف يشاء ولا يجيب المستبد في حال النداء ..
من تعود الحياة في كنف السحاب يعيش أبداً في عالم النقاء ..
ومن تعود الإبحار في بحار المذلة تصيبه المذلة دائماَ بالابتلاء .
ـــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش