بسم الله الرحمن الرحيم
المظاهـر الكاذبـة !!
لا يمكن التلميح بروعة الواحة لمن يسكن السواحل .. فذاك حلم لمن يتواجد في الغفار .. وباقة الصبار لا تروق لمن داره بأرض الأزهار .. وجنة الرمال في الصحارى لا تنازع روعة البحار .. ومحنط البـوم لا يقاوم روعة الكنار .. وتلك هند في الاسم ولكن ليست تلك هند النهار .. وتلك سامية ولكن هل ماثلت سامية الأنظار .. وهناك شمس بالحروف دون إكليل وإبهـار .. وهناك قمر بمسمى ولكن في رسمه مسخ لجملة الأقمار .. وهناك نجم تدنى والنجوم تسامت في أعلا المسار .. وقرد يطالع في مرآة متعجباً من جماله فكيف لو طالعتها ظبية الأمصار .. وعيون في دجى الليل أبهرت ولكن لم نجدها في النهار .. وزيف الرموش قد طالت ولكن لم تكن إلا قذى الأبصار .. وخدود قد تلونت بكذب الأدهان فخابت من قلة الإبهار .. وشعر مموج فوق كتف ولكنه شعر مستعار .. ونواهد قد برزت ثم أزيلت عند إسدال الستار .. وتلك ميمونة خرجت بالجمال الزائف ثم عادت بعد طول وانتظار .. وروعة الحسن في روعة الخلق وليست روعة الإكثار .. وقيمة الجوهر في اللب وليست بالطلاء والإظهار .. وهناك نفيس وغال بأصله وهناك من هو بأرخص الأسعار .. وذاك عادل باسمه وذاك عادل بالقسط والمعيار .. تشابهت في اللفظ ولكن كم بينهم من المقدار .. ورب مطيع باسمه غارق في المعاصي وعاص بخوفه غارق في الاستغفار .. وشقائق النعمان في البحر مسمى وليس للنعمان شقائق في الديار .. وقد طغت مسميات في الأرض ولكنها مثل زبد البحر في اندثـار .. وكثرة الزيف والخداع أوقع الخلق في الانهيار ..
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش