بسم الله الرحمن الرحيم
الأنامـل التي طمســت المعالـم !!
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
جمال النفس والروح أكمل باقةَ من جمال المظهر .. فجمال الروح أثير من خيوط المعاني الدافئة التي تمثل نعمة الجوهر .. نقاء متطرف لا يملك مواضع الخدش في السيرة .. وتلك النعمة إذا غابت تمثل الوبال حين لا تقترن بجمال المظهر والبدن .. وقد تتوسم الأبدان بملامح الحسن والروعة وآيات الجمال ثم تبهت قتاماَ حين تفتقد سماحة الروح وجمال العفة تلك التي تكمل نقاء اللوحة .. وتلك محنـة جمال يفتقر إلى زينة التاج والأوسمة .. وهنا تتجلى تلك الفلسفة القديمة الجديدة القائمة التي تضع علامة الاستفهام منذ آلاف السنين ( هل الحياة جوهر أم الحياة مظهر ؟؟ ) .. ولقد مضت الأزمان دون أن تميل كفة الإجابة بالقطع لناحية .. فالإجابة مراوغة ولا تنهي ذلك السؤال المحير .. ففي الناس من يعشق الجمال مظهراَ .. ومن يعشق الجمال جوهراَ .. ومن يعشق الجمال جوهراَ ومظهراَ .. والأنثى من بنات حواء تجتهد بالفطرة لتكون بخصال تميزها في سباق الجمال والكمال .. فنجد في المجتمعات تلك الأنثى التي تهتم كثيراَ بجمال المظهر ولا تبالي بجمال الجوهر .. وأخرى قد تشتكي من علل في جمال المظهر فتلوذ لتكمل العلة بجمال الجوهر .. وأخرى قد تكون محظوظة تجمع جمال المظهر مع جمال الجوهر .. وتلك صورة نادرة لدرة غالية نفيسة .. والندرة تعني القلة في التواجد .. مما يعني أن الصورة الغالبة تشتكي من بعض العلل .. قلت أو كثرت .. ولذلك نجد بنات حواء تجتهد دائماَ لتزيل الشوائب حتى تكون في أعلى درجات الجمال والكمال .. ولكن العبرة في المحصلة تكمن في أمزجة الناس وأحكامها .. فالأمزجة دوماَ تفضل صاحبة الشأن التي تتصف بزينة العفة وحسن السيرة وجمال الخلق .. والموصوفة بتلك الأوصاف هي تفـوق السحاب هامةَ وقامةً وتعتلي عرش العـز والشرف .. ودائماَ تشرئب النفوس لسيرتها النقية الصافية الطاهرة .. وفي المحصلة فإن المرأة هي تلك الأنثى الشريفة التي تمثل الأم .. وتمثل الزوجة .. وتمثل الأخت .. وتمثل الخالة وبنت الخالة .. وتمثل العمة وبنت العمة .
ولكن تنتكس الأعناق خيبة إذا تحدثت الأنثى بجسدها دون جمال الخلق والأخلاق .. وتلك انتكاسة مؤلمة لأنها تسقط هامة مقدسة سامية عالية في أوحال الأدران .. وفي تلك الحالة فإن الأنثى تجلب لنفسها نظرة الانحدار والاحتقار .. وتكون في موضع القياس والأخذ والرد حيث معيار الأخلاقيات والفضائل .. فشتان بين امرأة عفيفة فاضلة وبين امرأة ترمي الأخلاقيات في سلة المهملات .. فالأولى هي العفيفة الطاهرة التي تتخذ الستر والحشمة قبلة لها .. وتحجب الجمال والمحاسن والجسد عن أعين الذئاب .. والأخرى هي تلك السافرة التي تمضـي الساعات والساعات أمام المرآة لتغير ملامح الوجه والجسد ثم توجد جمالاَ زائفاَ لتكون قبلة الأنظار .. ولا تكتفي بدارها ولكنها تتعمد أن تعرض ذلك الجمال والزينة لكل من هب ودب في الطرقات والأماكن .. وتتمنى في أعماقها أن تكون مركز النظرات من حولها .. وتلك المرأة التي تعرض المحاسن في الأسواق تفقد القيمة والمكانة دون أن تدري بذلك .. والمعروف أن المعروض في الأسواق بكثرة وإسراف يفقد الطلب ويقل الثمن .. بعكس ذلك الممنوع المرغوب الذي يمثل الغالي العفيف الشريف .. ولا تدخل في ذلك الحكم والمقارنة تلك المرأة التي تجتهد وتوجد الجمال لمن يحل له بالكتاب والسنة .. فتـلك فاضلة ومحقـة في اجتهادها .. ولكن تدخل في المقارنة تلك المرأة التي تملك النية في اجتذاب الأعين والذئاب .. فتقف أمام المرآة ساعات وساعات وهي تطمس معالم وجهها بعجائب الدهان والألوان .. ثم تتعمد أن تكسب البياض بديلاَ فاضحاَ للسواد .. أو تطمس المعالم حتى تكسب في النهاية شخصية دراماتيكية عجيبة .. ثم تخرج للملأ وتظن أنها بذلك المظهر الغريب العجيب تحت محط الأنظار .. وهي ليست كذلك ,, بل تخلق نوعاَ من السخرية المبطنة في أواسط المشاهدين لها .. وهناك المصطلح المعروف بين الناس عند مشاهدة ذلك النوع من الجمال بالقول : ( مطلية وليست أصلية !! ) .. فالمقلد هو ذلك التجاري المتوفر الرخيص .. والأصلية هي تلك القمة التي تفقد الزيف .. وقال الشاعر :
عشقوا الجمال الزائف المجلوب وعشقت فيك جمالك الموهوب
وشتان بين جمال وجمال .
ــــــ
الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش