بسم الله الرحمن الرحيم
أحزان الرحيل !!!
هي الخطوة الأخيرة .. وأعلم أنها مريرة .. لحظة تمزق الكبد إرباَ وتلتف الأحزان حول القلب كالضفيرة .. وسوف أبتعد عن رباكم وأطياف الذكريات في الجوف أسيرة .. والأعين تفضحني حين تبذل الدموع غزيرة .. رحل ذلك الماضي العزيز وتلاشت ملامح الظلال الظليلة .. وتلك السعادة أبت أن تجاري سيرة الماضي بنفس الوتيرة .. مزقت صفاء البين حين نادت بالخصام وتلك الخاطرة أصبحت كسيرة .. لا ماض يشفع بمآثر الإخلاص ولا حاضر يكتسي بذلك الغفران ولا آت نرتجيه بأعين قريرة .. وسوف أخطو بعيداً وقبري صوب عيني بأقدام جريرة .. وصبحي مثل ليلي في قتام وقد أضحت العين ضريرة .. كيف ذبلت ثمار الأشجان قبل قطافها وأصبحت لحظات العمر عليلة ؟.. وغابت روعة البدر عن الديار وتلك لعمري غيبة مريرة .. وتلك خيام الحزن قد أقيمت فوق شغاف القلب وأطنابها أوجعت الكبد بأوجاع خطيرة .. تجرأت حين مزقت صحيفة الإخلاص وقالت أرحلوا عنا لتلك المسافات البعيدة .. فرضينا رغم قسوة القرار والجفاء وتلك النفس في ترضية الأهواء مجبورة .. والأقدام تتباعد عن تلك الديار والقلب ما زال متعلقاَ بأهل الديار العزيزة .. كيف نسلوها وشذا عطرها يوقظ الأشجان الدفينة .. حتى ولو غابت ملكة العطر عن ساحة العين فإن العطر في إخلاصه أوفى من صاحبة السيرة .. يتمسك ذلك العبق بأستار المحبة ولا يغادر أبداَ حاسة الشم والبصيرة .. وتلك البسمة وضاحة لا تغادر الخيال مهما تعمد الوجه الصبوح بلمحة التكشيرة .. أزالت علامات الرضا عن صفحة الوجه وقالت تلك الديار عنكما محظورة .. فكيف أقامت سياج الصد والمنع وتلك الذكريات في صفحة القلب محفورة .. ولقد رضينا بحكمها رغم أن العدالة في حكمها ظالمة ومبتورة .
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمــر عيســى محمــد أحمــد
ساحة النقاش