بسم الله الرحمن الرحيم
أبت تلك السحابة أن تجود بمائها !!
تلك العيون تترقب اللحظات ..وتحن للبسمات .. وتتأمل اللمحات .. فتلك العنيدة لعلها تجود يوماَ بالتفات يعني الوفاق حتى الممات .. أمنيات نفس تحلم بطلعة وجه هي الدنيا إذا أهلت وأطلت .. ولوعة قلب يكتوي بنار الجوى ويحلم بإشراقه فجر يقهر الظلام .. والعهد عهد لو لا ذلك الكبرياء الذي يوجد الخصام .. ورغم ذلك الجـور فإن القلب هو الملام .. فكم يشتاق شغفاَ لإشارات الرضا يوم تمطر بالسلام .. وتلك أمنية أصبحت حلماً يراود القلب متى ما تغرد فوق غصن حمام .. ولكن تلك السحابة أبت أن تجود بمائها .. فكان السراب وكان الضباب وكان العتاب وكان المصاب .. تترفل تيهاَ غير عابئة ولا تبالي بلوعة الأحباب .. تمسكت بعناد لا تنحني يوماً عن كبرياء العز حين سكنت فوق السحاب .. وتلك الأمنيات تخيب ثم تخيب دون بادرة تمحو الخصام .. لا ترى باكياَ يتباكى ولا ترى شاكياَ يتظلم من جور العقاب .. تمتطي العز واثقة حين تروم الفصال وهي للعز أهل في صفحات الكتاب .. ومقدار شأنها علو لا يتنازل يوما عن فخر ومقام هو فوق الرقاب .. والشأن شأن مها تطاول قائل ولا يقبل الشك عند الحساب .. وقد مرت السحابة يوماَ دون حرف يعني السلام .. والهامات تعالت واشرأبت لترى بدراَ يترفل بين الخيام .. فلم تميل لحظة لتجامل قلباَ يكتوي من لوعة الهيام .. ومرت وكأنها لا تشاهد ولا تسمع الصيحات من بين الركام .. وعينها تلك العنيدة لا تريد أن ترى ما لا يريد قلبها بين الأنام .. ولكن تلك الأيام دائرة يوماَ عليها ويوماَ علينا وعندها يكون الكلام .. وقد تجود سحابة أخرى بمائها فيميل القلب دون أسف يعني الملام .. ثم تعود تلك العصية بمائها فلا تجد عطشى بين الديار وقد رويت أهل الصيام .. عندها تبكي وتندب حظها حين تقتل قلبها بكثرة العناد والخصام . فيا أسفاَ على ود يضيع هباءَ حين تتمسك السحابة عناداَ وترفض الإكرام !.
ـــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش